موقف علمائنا من الحسين بن حمدان الخصيبي وكتابه الهداية الكبرى.
علي رضا: السلام عليكم ورحمة الله .. ما موقف علمائنا الأعلام القدماء والمتأخرين من الحسين بن حمدان الخصيبي وكتابه الهداية الكبرى؟
الأخ علي المحترم ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينقسم كلام علمائنا في الخصيبي على أقوال ، فمنهم مَنْ عدّه ضعيفاً ، ومنهم مَن وثّقَه ، ومنهم من بنى على جهالته .
- قال النجاشيُّ : الحسين بن حمدان الخصيبي الجنبلاني ، أبو عبد الله ، كان فاسد المذهب . له كتب ، منها : كتاب الإخوان ، كتاب المسائل ، كتاب تاريخ الأئمة ، كتاب الرسالة ، تخليط . رجال النجاشي ص67 .
- وقال الشيخ في رجاله : الحسين بن حمدان الحصيني الجنبلاني ، يُكنى أبا عبد الله ، روى عنه التلعكبري . رجال الطوسي ص423 .
- وقال في الفهرست : الحسين بن حمدان بن الخصيب . له كتاب أسماء النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام . الفهرست ص110 .
- وقال ابن الغضائري : الحُسَيْنُ بنُ حَمْدان ، الحصيني ، الجُنْبُلائيّ ، أبُو عَبْدِ الله . كَذّابٌ ، فاسِدُ المذْهَب ، صاحبُ مقالة مَلْعُونة ، لا يُلْتَفَتُ إليه . رجال ابن الغضائري ص54 .
- وقال ابن شهر آشوب : الحسين بن حمدان بن الخصيب ، له كتاب أسماء النبي والأئمة عليهم السلام . معالم العلماء ص75 .
- وذكره العلامة في القسم الثاني من الخلاصة ، ونقل كلام ابن الغضائري فيه . خلاصة الأقوال ص339 .
- وقال ابن داود : الحسين بن حمدان الخصيبي ، بالخاء المعجمة والصاد المهملة والياء المثناة تحت والباء المفردة ، كذا رأيته بخط أبي جعفر ، وبعض أصحابنا قال : ( الحضيني ) بالحاء المهملة والضاد المعجمة والياء المثناة تحت والنون ، مات في شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة ، الجنبلاني ، بالجيم المضمومة والنون الساكنة والباء المفردة ، أبو عبد الله ( جش ) كان فاسد المذهب . رجال ابن داود ص240 .
- وجاء في المفيد من معجم الرجال - الذي هو خلاصة آراء السيد الخوئي في الرجال - أنه مجهول قال : الحسين بن حمدان : الخصيبي " الحصيني " - مجهول - فاسد المذهب ، له كتب ، قاله النجاشي - له كتاب أسماء النبي ( ص ) و الأئمة ( ع ) قاله الشيخ - وعده أيضاً في رجاله فيمن لم يروِ عنهم ( ع ) قائلاً ، روى عنه التلعكبري - . المفيد من معجم الرجال للجواهري ص167 .
وقال الميرزا الأفندي : الشيخ أبو عبد الله الحسين بن حمدان الحضيني الجنبلاني : فاضل عالم محدث من القدماء ، له من المؤلفات كتاب الهداية في الفضائل ، مذكور في كتب رجال الأصحاب مع قدح شديد وذمّ أكيد إلخ . رياض العلماء ج2 ص50 .
وقال الوحيد البهبهاني : كونه من مشايخ الإجازة يشير إلى الوثاقة كما مرّ في الفائدة الثالثة . تعليقة الوحيد على منهج المقال ج4 ص219 .
وقال المازندراني بعد أن نقل كلام الوحيد : وأمّا طعن النجاشي فلا ينافي الوثاقة المطلوبة . منتهى المقال ج3 ص34 .
وقال السيد الأبطحي : رواية التلعكبري عنه ـ مع أنه كان وجهاً في أصحابنا ثقة معتمداً، لا يطعن عليه كما ذكره الماتن ـ تنافي كونه كذاباً صاحب مقالة ملعونة على ما ذكره ابن الغضائري . تهذيب المقال في تنقيح كتاب رجال النجاشي ج2 ص254.
وقال النمازي الشاهرودي : استضعفه النجاشي وابن الغضائري . وله كتب عدها النجاشي . والشيخ ذكر كتابه في أسماء النبي والأئمة صلوات الله عليهم، ولم يضعِّفْه .
وقال السيد محسن الأمين : أقول : لا يبعد أن يكون أصل ذمه من ابن الغضائري الذي لم يسلم منه أحد ، فلذلك لم يعتنِ العلماء بذمومه ، وتبعه النجاشي فوصفه بفساد المذهب والتخليط ، وتبعه صاحب الخلاصة ، والقدماء كانوا يقدحون بفساد المذهب والتخليط لأشياء كانوا يرونها غُلُوّاً ، وهي ليست كذلك ، ولذلك لم يقدح فيه الشيخ بل اقتصر على رواية التلعكبري عنه واستجازته منه . أعيان الشيعة ج5 ص490 .
أما كتابه الهداية الكبرى :
فقد قال المجلسي : وكتاب الحسين بن حمدان مشتمل على أخبار كثيرة في الفضائل ، لكن غمز عليه بعضُ أصحاب الرجال . بحار الأنوار ج1 ص39 .
وقال الميرزا النوري بعد أن ضعّفَ الخصيبي ، وحكم بعدم الإعتماد على ما يتفرد به قال : ( كتاب الهداية المنسوب إليه في غاية المتانة والإتقان ، لم نرَ فيه ما ينافي المذهب ، وقد نقل عنه وعن كتابه هذا الأجلاءُ من المحدِّثين : كالشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، والشيخ حسن بن سليمان الحلي في منتخب البصائر ورسالة الرجعة ، وصاحب عيون المعجزات الذي ذكر جمع أنه السيد المرتضى ، والمولى المجلسي ، وصاحب العوالم وغيرهم .
ورأيت بخط الفاضل الماهر الآغا محمد علي بن الوحيد البهبهاني فيما علقه على نقد الرجال ما هذا لفظه : ( قال شيخنا المعاصر : إن الذي في كتاب الرجال أنّ الحسين بن حمدان الحضيني كان فاسد المذهب ، كذاباً ، صاحب مقالة ، ملعون لا يُلتفت إليه ، وظاهرٌ لمن تدبر هذا الكتاب ـ وهو الهداية ـ أنه من أجلاء الإمامية وثقاتهم ، ولعل المذكور في كتب الرجال ليس هو هذا ، وإلا فالتوفيق بينهما غير ممكن ، والله أعلم ) . نفس الرحمن في فضائل سلمان للميرزا النوري ص566 .
هذا ، ونود الإشارة هنا إلى أنّ أحد الباحثين المعاصرين ، وهو الشيخ شوقي الحداد من الساحل السوري قام بتحقيق كتاب الهداية الكبرى للخصيبي على النسخ الخطية فتوصل إلى نتيجة بوجود بعض التخليطات ليست موجودة في النسخ الخطية المعتمدة للكتاب ، وأنّ كتاب الهداية قد نالته يدُ التحريف والتغيير .
فقام بنشر الكتاب مع الإشارة إلى الموارد التي نالتها يد التحريف والتغيير . ولعله السبب في زهد علمائنا عن الكتاب . والله العالم بحقائق الأمور .
ودمتم سالمين
اترك تعليق