تُرَاثُ الشِّيعَةِ مُحَصَّنٌ وَمَحْفُوظٌ بِقَوَاعِدَ ثَابِتَةٍ. 

أُمُّ أَحْمَدَ:      مَا رَدُّكُمْ عَلَى مَنْ يَقُولُ: إِنَّ هُنَاكَ رِوَايَاتٍ إِسْرَائِيلِيَّةً مَوْجُودَةً فِي كُتُبِ الشِّيعَةِ

: اللجنة العلمية

     الأُخْتُ أُمُّ أَحْمَدَ المُحْتَرَمَةُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     لَا يُوجَدُ تُرَاثٌ مَحْفُوظٌ تَحْكُمُهُ جُمْلَةٌ مِنْ القَوَاعِدِ الدَّقِيقَةِ كَالتُّرَاثِ الشِّيعِيِّ، فَالتُّرَاثُ المُعْتَمَدُ عِنْدَنَا هُوَ التُّرَاثُ الصَّادِرُ عَنْ أَئِمَّتِنَا (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) حَصْرًا، وَالطَّرِيقُ إِلَى أَئِمَّتِنَا (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ) جَاءَ عَبْرَ رُوَاةٍ ذَكَرَتْهُمُ الكُتُبُ الرِّجَالِيَّةُ عِنْدَنَا بِتَتَبُّعٍ وَتَدْقِيقٍ، وَأَلَّفُوا المَعَاجِمَ الكَبِيرَةَ فِي ذَلِكَ، وَالَّتِي مِنْهَا "مُعْجَمُ رِجَالِ الحَدِيثِ" لِلسَّيِّدِ الخُوئِيِّ (قُدِّسَ سِرُّهُ) فِي 24 جُزْءًا، وَهُنَاكَ جُمْلَةٌ مِنْ الضَّوَابِطِ فِي تَمْيِيزِ الحَدِيثِ الصَّحِيحِ عَنِ المُوَثَّقِ عَنْ الحَسَنِ عَنْ الضَّعِيفِ، يَعْمَلُ بِهَا رِجَالُ الطَّائِفَةِ وَعُلَمَاؤُهَا، وَفِي مَجَالِ الإِسْتِنْبَاطِ لَا يَتَعَدَّوْنَ هَذِهِ الضَّوَابِطَ الرِّجَالِيَّةَ وَالحَدِيثِيَّةَ أَبَدًا.

      هَذَا مِنْ حَيْثُ الأَسَانِيدُ، وَأَمَّا مِنْ حَيْثُ المُتُونُ فَتَحْكُمُ مَرْوِيَّاتِنَا جُمْلَةٌ مِنْ القَوَاعِدِ، فَالرِّوَايَةُ الحُجَّةُ عِنْدَنَا هِيَ الرِّوَايَةُ الَّتِي لَا تُخَالِفُ القُرْآنَ الكَرِيمَ، وَلَا تُخَالِفُ العَقْلَ القَطْعِيَّ، وَلَا تُخَالِفُ الحَقَائِقَ العِلْمِيَّةَ الثَّابِتَةَ، وَلَا تُخَالِفُ المُسَلَّمَاتِ فِي الشَّرِيعَةِ، وَلَا تَكُونُ صَادِرَةً لِلتَّقِيَّةِ، وَلَا تَكُونُ مُعَارِضَةً لِرِوَايَةٍ أُخْرَى مِنْ مَرْوِيَّاتِنَا.. فَهَذِهِ المَرَاحِلُ كُلُّهَا عَلَى الرِّوَايَةِ اجْتِيَازُهَا حَتَّى تَكُونَ حُجَّةً وَنَأْخُذَ بِهَا، وَهِيَ - كَمَا تَرَى - مَرَاحِلُ دَقِيقَةٌ وَتَكْتَنِفُهَا بُحُوثٌ وَتَفَاصِيلُ خَاضَ فِيهَا عُلَمَاؤُنَا وَنَقَّحُوهَا بِدِقَّةٍ مُتَنَاهِيَةٍ فِي بُحُوثِهِمْ الأُصُولِيَّةِ.

     وَعَلَيْهِ، فَدَعْوَى وُجُودِ مَرْوِيَّاتٍ إِسْرَائِيلِيَّةٍ - وَالمَقْصُودُ بِالإِسْرَائِيلِيَّةِ الرِّوَايَاتُ الَّتِي فِيهَا كَذِبٌ وَمُخَالَفَةٌ لِلحَقَائِقِ وَالمُسَلَّمَاتِ الإِسْلَامِيَّةِ - فِي تُرَاثِنَا الإِمَامِيِّ لَا تَضُرُّنَا شَيْئًا لِوُجُودِ سِلْسِلَةٍ مِنْ الضَّوَابِطِ وَالمَرَاحِلِ عِنْدَ عُلَمَائِنَا وَمُحَقِّقِينَا تَحُولُ دُونَ تَسَرُّبِ هَذِهِ المَرْوِيَّاتِ إِلَى فِقْهِنَا وَعَقَائِدِنَا.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.