قد يقول احد ان محمد صلى الله عليه وآله معصوم فقط في مقام الرسالة وليس معصوم في مقام النبوة فكيف يمكن الرد على هذا القول؟
السلام عليكم ورحمة اللهيُشترطُ في الأنبياءِ (عليهمُ السلام) استدامةُ العصمةِ من أوّلِ أمرِهم الى آخرهِ بمعنى أنّهم يكونونَ معصومينَ عن الذّنوب، لأنّ الغرضَ من بعثتهم هو الإتّباع، ومَنْ كانَ ملابساً للذنوب ولو على مستوى الموضوعاتِ الخارجيةِ، فإنّهُ غيرُ جديرٍ بالاتّباع، فلو فُرضَ إمكانيةُ كذبِ الأنبياءِ أو معصيتِهم لوجبَ الإنكارُ عليهم، وهنا ينتفي الغرضُ منَ البعثةِ أصلاً، فلو لولم يكنِ النّبيُّ معصوماً لانتفى الوثوقُ بقوله ، فلا يُطاعُ ، ولا يقبلُ أحدٌ منه قولاً ، ويصيرُ نصبهُ عبثاً ولغواً .
ولو فُرضَ تعاطي الأنبياءِ للمعاصي قبلَ بعثتهم للزمَ من ذلكَ وجودُ ما ينفرُ النّاسَ بعد البعثةِ وهو نقضٌ لغرضِ البعث.
ولولم يكنِ النّبيُّ مأموناً منَ الخطأ و الكذبِ ، لزم أن يأمرَ بما لم يوحَ إليهِ ، أو يتركَ شيئاً ممّا أُوحيَ إليه ، وهو كذلك نقضٌ للغرض ، قبيحٌ على الحكيم تعالى .
اترك تعليق