من زار الحسين عليه السلام عارفا بحقه .. فما هو حق الحسين .. وما حكم من جهل ذلك الحق ؟؟
معرفةُ الإمامِ تتمُّ بواسطةِ حيثيّتينِ : 1 ـ حيثيّةُ أنَّ بهِ الوجودَ وبهِ النّعمةَ بَل كلُّ ما في الكونِ بهِ. 2 ـ الحيثيّةُ الطّريقيّةُ وهيَ أنّهُ وسيلةٌ لمعرفةِ مبدأِ الوجودِ ومُنتهاهُ، وبمعرفتِه تكونُ معرفةُ مَن مِنهُ الوجودُ مُتيسِّرةً. إذا إتّضحَ هذا نقولُ أنّهُ قَد وردَ في زياراتِ الأئمّةِ (عليهمُ السّلام) ما حظيَ باِهتمامٍ بالغٍ وهيَ هذهِ الجُملةُ (عارِفاً بحقِّه) أو (عارِفاً بحقِّكُم) حيثُ يُستفادُ مِنهُما مطلبانِ : 1 ـ الحقُّ العامُّ وهوَ حقُّ الإمامةِ الكُبرى والولايةِ العُظمى، ولزومِ الإعتقادِ بأنَّ لكُلِّ واحدٍ منهُم (عليهمُ السّلام) هذهِ المنزلةَ والمكانةَ الرّفيعةَ. 2 ـ الحقُّ الخاصُّ وهوَ أنَّ لكُلِّ إمامٍ حقٌّ، ومعرفةُ الحقيقةِ الخاصّةِ لكُلٍّ مِنهُم تتمُّ إمّا بمعرفةِ حقّهِ مِن خلالِ الوسائطِ التي أثبتَها لهُ الشّرعُ الحنيفُ كالطّهارةِ والعصمةِ والعلمِ، أو مِن خلالِ المعرفةِ المُباشرةِ بحيثُ تكونُ هيَ الدّليلَ المُثبتَ لإمامتِه كما في الإتيانِ بالمُعجزِ. والجامعُ بينَ الأمرينِ هوَ التّسليمُ والإنقيادُ لهُم (عليهمُ السّلام) وإلّا فإنَّ المعرفةَ مُجرّدةً عنِ العملِ لا قيمةَ لها والعكسُ صحيحٌ، لقولِه تعالى (إليهِ يصعدُ الكلمُ الطّيّبُ والعملُ الصّالحُ يرفعُه) فالكلمُ الطّيّبُ فُسِّرَ بأنّهُ الإعتقادُ الصّحيحُ، فإذا إقترنَ بالعملِ الصّالحِ إرتفعا معاً وإلّا فمِن دونِ أحدِهما يصدُقُ على صاحبِه قولُه تعالى : ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ سورةُ الْكَهْفِ 103 . وأمّا بخصوصِ القدرِ الواجبِ معرفتُه مِن حقِّ طاعتِهم، فيُبيّنُه الشّيخُ الأنصاريّ (قُدّسَ سِرُّه) : ويكفي في معرفةِ الأئمّةِ صلواتُ اللهِ عليهِم: معرفتُهم بنسبِهم المَعروفِ والتّصديقُ بأنّهُم أئمّةٌ يهدونَ بالحقِّ ويجبُ الإنقيادُ إليهِم والأخذُ منهُم. وفي وجوبِ الزّائدِ على ما ذُكرَ مِن عِصمتِهم الوجهانِ. وقَد وردَ في بعضِ الأخبارِ: تفسيرُ معرفةِ حقِّ الإمامِ (عليهِ السّلام) بمعرفةِ كونِه إماماً مُفترضَ الطّاعةِ. فرائدُ الأصولِ ١ / ٥٦٧
اترك تعليق