اسئلة عن عمر الامام المهدي (عج),هل يزداد ام لا ؟
بخصوص مسألة عُمر الإمام المَهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف : هل يَسير بصورةٍ طبيعيّة ؟ بمعنى أنّهُ يَزداد في كُلِ سَنة ؟ أم لا ؟ وإذا كان كذلك ، أي -يَزداد في كُل سَنة- هذا يعني عمره الشريف الآن أكثر من ألف سَنة وأنتم تقولون في جواب أحد الأسئلة بأنّ عمره عَليهِ السّلام عند الظهور المُقدّس قُرابَة الأربعين سَنة ، طيّب عند ظهوره عَليهِ السّلام هل يَبقىٰ على نفس عمره لكن ملامحه وقوته وما شاكل ذلك تكون كأبن الأربعين ؟ أم إنّهُ يرجع عمره إلى الأربعين ؟ أم ماذا ؟
السلام عليكم ورحمة الله
المعلومُ لدينا بالضرورة أنّ الإمام المهدي (عليه السلام) وهو محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام) ولدَ عام 255 للهجرة في سامراء وهو مازالَ حيّاً يرزق، وقد أمدّ الله في عمره الشريف حتى يأتي اليوم الذي يأذن فيه الله تعالى بظهوره لكي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً، ويقيم بذلك دولة العدل الكبرى التي يحكم فيها التوحيد وتتحقق فيها قيم الخير والفضيلة وينتفي معها الفساد وسفك الدماء، ويحسب عمره الشريف من يوم مولده إلى وقت ظهوره ومن ثم إلى أن ينتقل الى الرفيق الأعلى، هذا هو الحساب الطبيعي للعمر وعدد السنين التي عاشها في الدنيا. أمّا كيف أطال الله في عمره؟ وكيف لا تؤثر السنين وتقلب الظروف والأزمان في جسده الشريف؟ وغير ذلك من التفاصيل لا دخالة لها بأصل القضية، ولا تؤثر على إيمان المؤمن بوجوده، ولا طريق إلى العلم بها غير الروايات التي سكتت عن ذلك، فالأمر يفهم على أنّه إعجاز بوصفه مخالفاً للطبيعة المعهودة في ما يخصّ عمر الإنسان وحياته في الدنيا، وبالتالي القضية معلقة بقدرة الله وهيمنته على الوجود بكلّ ما فيه، فقد أخبرنا الله مثلاً عن موت عزير مائة عام ثم أحياه، وهو أمرٌ غير مفهوم بحسب قوانين الطبيعة ومع ذلك نؤمنُ به ونسلم من غير أن يكون لنا علم بمعرفة الكيفية والآلية التي تمت بها إعادته إلى الحياة، وكيف حافظ طعامه على نضارته ولم يفسد مع أنّه مرّ عليه مائة عام؟ وكذلك أخبرتنا الروايات أنّ الامام المهدي (عليه السلام) عند ظهوره يكون بعمر الأربعين عام، ولا غرابة في ذلك طالما هو بعين الله وإرادته، أمّا الكيفية وآلية ذلك فعلمها عند الله تعالى.
اترك تعليق