بما كان يعمل الائمة (ع)وما وظيفتهم؟
لم نسمع أن ائمتنا (ع) كانوا يعملون في وظيفة معينة.. اذا امكن ان تنورونا ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد كانَ الأئمّةُ مِن أهلِ البيتِ (عليهم السّلام) يكسبونَ رزقَهُم بعملِ أيديهم، وهناكَ العديدُ منَ الرّواياتِ التي تُشيرُ إلى ذلكَ، وقد أوردَ مُحمّد بن يعقوبَ الكُلينيّ في الكافي 5/73 العديدَ مِن هذهِ الرّواياتِ، وسوفَ ننقلُ لكُم بعضَها.
1- عن سهلٍ بن زياد، عن الجاموراني، عن الحسنِ بن عليٍّ بن أبي حمزة، عن أبيه قال: رأيتُ أبا الحسنِ (عليه السّلام) يعملُ في أرضٍ له قد إستنقعَت قدماهُ في العرقِ، فقلتُ له: جُعلتَ فداكَ أين الرّجال؟ فقالَ: يا عليُّ قد عملَ باليدِ مَن هوَ خيرٌ منّي في أرضِه ومِن أبي، فقلتُ له: ومَن هوَ؟ فقالَ: رسولُ الله (صلّى اللهُ عليه وآله) وأميرُ المؤمنينَ وآبائي (عليهم السّلام) كلّهُم كانوا قد عملوا بأيديهم وهوَ مِن عملِ النّبيّينَ والمُرسلينَ والأوصياءِ والصّالحين.
2- عدّةٌ مِن أصحابنا، عَن أحمد بنِ محمّدٍ بن عيسى، عن الحُسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن عليٍّ بن أبي حمزة، عن أبي بصيرٍ قال: سمعتُ أبا عبد الله (عليه السّلام) يقولُ: إنّي لأعملُ في بعض ضياعي حتّى أعرقَ وإنَّ لي مَن يكفيني ليعلمَ اللهُ عزَّ وجلَّ أنّي أطلبُ الرّزقَ الحلال.
3- عدّةٌ مِن أصحابنا، عن سهلٍ بن زياد، عن عبد الله الدّهقان، عن درست، عن عبد الأعلى مولى آل سام قالَ: إستقبلتُ أبا عبد الله (عليه السّلام) في بعض طُرقِ المدينةِ في يومٍ صائفٍ شديدِ الحرّ فقلتُ: جعلتُ فداكَ حالكَ عندَ الله عزّ وجلّ وقرابتُك مِن رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآله) وأنتَ تُجهدُ لنفسكَ في مثلِ هذا اليوم؟ فقالَ: يا عبدَ الأعلى خرجتُ في طلبِ الرّزقِ لأستغني عَن مثلِك.
4- عدّةٌ من أصحابنا، عن أحمدَ بن عبدِ الله، عن أبيه، عن النّضرِ بن سويد، عن القاسم بن سليمان قال: حدّثني جميلٌ بنُ صالح، عَن أبي عمرو الشيباني قالَ: رأيتُ أبا عبد الله (عليه السّلام) وبيدِه مسحاةٌ وعليهِ إزارٌ غليظٌ يعملُ في حائطٍ له والعرقُ يتصابُّ عَن ظهرِه فقلتُ: جعلتُ فداكَ أعطني أكفكَ، فقالَ لي: إنّي أحبُّ أن يتأذّى الرّجلُ بحرِّ الشّمسِ في طلبِ المعيشة.
5- عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن إبن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، وسلمة صاحب السّابري، عن أبي أسامة زيد الشّحّام، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) أنَّ أمير المؤمنين (عليه السّلام) أعتقَ ألفَ مملوكٍ مِن كدِّ يدِه.
6- محمّدٌ بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن إبن فضّال، عن إبن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السّلام) قال: لقيَ رجلٌ أميرَ المؤمنين (عليه السّلام) وتحتَهُ وسقٌ مِن نوى فقالَ لهُ: ما هذا يا أبا الحسنِ تحتَك؟ فقالَ: مائةُ ألفِ عذق إن شاءَ اللهُ، قالَ: فغرسَه فلَم يُغادِر منهُ نواةً واحدة.
7- عدّةٌ من أصحابِنا، عن سهلٍ بن زياد، عن إبن محبوب، عن عبدِ الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال: إنَّ أميرَ المؤمنين (عليه السّلام) كان يخرجُ ومعه أحمالُ النّوى، فيُقال له: يا أبا الحسنِ ما هذا معك؟ فيقول: نخلٌ إن شاء الله، فيغرسُه فلم يُغادِر منهُ واحدةً.
8- محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن إبن سنان، عن إسماعيل بن جابر قال: أتيتُ أبا عبد الله (عليه السّلام) وإذا هو في حائط له بيدِه مسحاةٌ وهو يفتحُ بها الماءَ وعليه قميصٌ شبهُ الكرابيسِ كأنّهُ مخيط عليه مِن ضيقِه.
9- عدّةٌ من أصحابنا، عن سهلٍ بن زياد، عن عليٍّ بن أسباط، عن محمّد بن عذافر عن أبيه قال: أعطى أبو عبدِ الله (عليه السّلام) أبي ألفاً وسبعمائةَ دينارٍ فقالَ له: إتّجِر بها ثمَّ قالَ: أما إنّهُ ليسَ لي رغبةٌ في ربحِها وإن كان الرّبحُ مرغوباً فيه ولكنّي أحببتُ أن يراني اللهُ عزّ وجلّ مُتعرّضاً لفوائده. قالَ: فربحتُ له فيها مائة دينار ثمَّ لقيتُه فقلتُ له: قد ربحتُ لكَ فيها مائة دينارٍ. قالَ: ففرح أبو عبدِ الله (عليه السّلام) بذلكَ فرحاً شديداً فقالَ: لي أثبِتها في رأسِ مالي قالَ: فماتَ أبي والمالُ عندَه فأرسلَ إليّ أبو عبدِ الله (عليه السّلام) فكتبَ عافانا اللهُ وإيّاكَ إنَّ لي عندَ أبي محمّدٍ ألفاً وثمانمائةَ دينارٍ أعطيتُه يتّجرُ بها فادفَعها إلى عُمر بن يزيد، قالَ: فنظرتُ في كتابِ أبي فإذا فيه لأبي موسى عندي ألفٌ وسبعمائة دينارٍ وإتّجرَ لهُ فيها مائةَ دينارٍ، عبدُ اللهِ بنُ سنان وعُمر بن يزيد يعرفانِه.
اترك تعليق