صحة الاستدلال بحديث الكساء على عصمة الزهراء ع
إستدلالكم بحديث الكساء يا روافض باطل من أساسه الفضيحة الأولى : إما أن تدخلوا فاطمه رضي الله عنها في الإمامة ، وإما أن يخرج جميع من تحت الكساء من الإمامة . والفضيحة الثانيه : إما أن يدخل جميع أبناء علي بن أبي طالب من جميع زوجاته ، أو أن يخرج جميع أبناء الحسين وأحفاده .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
أما ما يتعلق بالإشكال الأول فنقول : المستشكل فهم إستدلال الإمامية بالعصمة على الإمامة بشكل خاطئ ، فقد فهم قول علمائنا : كل معصوم إمام ، وتصور انّ المراد من المعصوم مطلق المعصوم سواء كان رجلاً أم امرأة ، ولذا قال : فاطمة معصومة بنص آية التطهير ، فإما أن تثبتوا لها الإمامة شأنها شأن بقية أصحاب الكساء ، وإما أن لا تشترطوا العصمة في الإمامة فيلزم أن تخرجوا جميع أصحاب الكساء من الإمامة !
فإما أن تثبت الإمامة لجميعهم ، أو لا تثبت الإمامة لأي واحد منهم !
وهذا التصور خاطئ ، لأنّ مراد علمائنا من قولهم : كل معصوم إمام ، يعني كل معصوم من الرجال إمام ، إذ الإمامة السياسية شأن الرجال فحسب .ولا تدخل فاطمة عليها السلام في الإمامة السياسية لأنها إمرأة ، ولو كانت رجلاً لدخلت وكانت إماماً ، ونحن نستدل بآية التطهير على عصمة أهل البيت وأهل الكساء ، والعصمة شرط الإمامة ، فمن لم يكن معصوماً فليس بإمام ، كالذين تقدموا على أمير المؤمنين (ع) ، وكل معصوم من الرجال إمام مفترض الطاعة بعد رسول الله (ص) ، فنحن نستدل بالعصمة للرجال على استحقاق الامامة ، ولا نستدل بمطلق المعصوم الشامل للنساء أيضا ، فهذا مما لم يذكره أحد من علمائنا . فإنّ المرتكز في أذهان جميع الأمة فضلاً عن علماءها أنّ النساء لا ينالون منصب الإمامة السياسية .
إذن : فلا تدخل فاطمة في الإمامة ، ولا يخرج جميع أهل الكساء من الإمامة ، فهناك أمر بين أمرين ، إذ آية التطهير تدل على العصمة ، والمعصوم من الرجال إمام ، وليس مطلق المعصوم – رجالا ونساء – إمام .
قال الشيخ مكارم الشيرازي : العصمة بالنسبة للنساء لا تستلزم مقام الامامة ، ولكنها بالنسبة للرجال هناك ملازمة بينهما . (آيات الولاية في القرآن ص131)
هذا مضافاً إلى أنه لا معنى لأن نقول بإمامة فاطمة (ع) وقد رحلت عن الدنيا وإمام زمانها أمير المؤمنين (ع) لازال حيّاً .
وأما ما يتعلق بالإشكال الثاني الذي يقول : إما أن يدخل جميع أبناء علي بن أبي طالب من جميع زوجاته ، أو أن يخرج جميع أبناء الحسين وأحفاده .
فنقول : لا أدري هل يقصد دخولهم وخروجهم من آية التطهير أم من الإمامة !
فإن كان من آية التطهير ، فنقول : لا ملازمة بينهما ، فأين تكمن المشكلة لو قلنا بأنّ آية التطهير تشمل الخمسة أصحاب الكساء والتسعة من ذرية الحسين (ع) ، وخصوصاً بعد ثبوت عصمتهم ، والآية قد دلت على عصمة أهل البيت (ع) ، ومن المعلوم بالضرورة عدم عصمة جميع ذراري النبي (ص) وعليّ (ع) ، فالمعصوم بعضهم لا جميعهم كما هو معلوم .
وإن كان مراده الإمامة ، فنقول : لا يمكن أن يدخل الجميع ، ولا أن يخرج جميع ذرية الحسين (ع) ، وذلك :
أولاً : يشترط في الإمامة العصمة ، والمعصومون فقط الخمسة أصحاب الكساء والتسعة من ذرية الحسين (ع) فقط لا غير ، فلم يقل أحد من المسلمين بعصمة جميع ذراري عليّ (ع) من جميع زوجاته ، فالمثبت للعصمة يثبتها لبعضهم فقط ، ولا ينطبق إلا على مذهب الشيعة الإمامية الإثني عشرية .
ثانياً : حديث الإثنا عشر خليفة ، الذي يثبت الإمامة والخلافة لهذا العدد بعد النبي (ص) وإلى يوم القيامة ، ومن الواضح أنه لا يشمل جميع ذرية النبي (ص) وعلي (ع) إلى يوم القيامة .
ثالثاً : حديث الثقلين الذي ينص على اتباع القرآن والعترة ، وأنهما لن يفترقا حتى يردا الحوض ، ومن المعلوم أنه لم يكن جميع ذراري النبي (ص) وعليّ (ع) على منهاج الكتاب ، فبعضهم فارقوا الكتاب ، وهذا أمر بديهي يعلمه الجميع ، ولذا لا يمكن أن تكون الإمامة شاملة حتى للذين فارقوا الكتاب .
النتيجة : انّ الإمامة لبعضهم ، وهم الذين لم يفارقوا الكتاب لحظة واحدة ، وعددهم الى يوم القيامة إثنا عشر ، وأنهم معصومون .
وهل ينطبق هذا الوصف إلا على مذهب الإمامية الذين رووا عن النبي (ص) متواتراً :
رابعاً : أسماء الخلفاء بعد النبي (ص) ، كما في حديث اللوح والصحيفة والخاتم والحصاة وغيرها من الأحاديث الكثيرة .
والحمد لله رب العالمين .
اترك تعليق