أيُّهما أفضلُ حاكمٌ مسلمٌ ظالمٌ أي غيرُ عادل؟ أم حاكمٌ كافرٌ عادل؟ وإذا أمكنَ أدلّةٌ منَ القرآنِ والسّنّةِ النّبويّةِ

أيما أفضل حاكم مسلم ظالم اي غير عادل ام حاكم كافر عادل ؟ وأذا أمكن ادلة من القرأن والسنة النبوية فقط دون آراء شخصية مع جل احترامي لكم .

: الشيخ معتصم السيد احمد

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :  

النّصوصُ الدّينيّةُ لم تعقد مقارنةً بينَ مَن يحكمُ بالعدلِ وهوَ كافرٌ ومَن يحكُم بالظلمِ وهوَ مسلمٌ، ولم نلحَظ في آياتِ القرآنِ والأحاديثِ الشريفةِ أنّها إمتدحَت الحاكمَ الكافرَ العادلَ وذمَّت الحاكمَ المُسلمَ الظّالم، وعليهِ لا يمكنُ الحُكمُ في هذهِ المسألةِ عبرَ النّصوصِ المُباشرةِ، وإنّما عبرَ دراسةِ الإتّجاهِ العامِّ للنّصوصِ التي تتحدّثُ عنِ الظّلمِ والعدلِ والتي تتحدّثُ عنِ الإسلامِ والكُفرِ مُضافاً إلى مقارنةِ كلِا الحُكمينِ بما يتوافقُ معَ القيمِ والمقاصدِ الدّينيّةِ، وأيُّهما أقربُ للمصالحِ والمفاسدِ بحسبِ حُكمِ التّجربةِ والواقعِ؟ وكلُّ ذلكَ يستوجبُ نوعاً منَ الإستنتاجِ والتّحليلِ وإبداءِ الرّأي، وبما أنَّ السّائلَ قد طالبَنا بالنّصوصِ منَ القُرآنِ والسّنّةِ فقط دونَ إبداءِ أيّ نوعٍ منَ التّحليلِ والإستنتاجِ، سوفَ نستجيبُ لطلبه ونذكرُ له بعضَ النّصوصِ التي يقومُ هوَ بنفسِه بتحليلِها وإستخلاصِ النّتائجِ مِنها. 

قالَ تعالى: (وَمَا أَنفَقتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَو نَذَرتُم مِّن نَّذرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعلَمُهُ ۗ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن أَنصَار) (البقرةُ 270) 

قالَ تعالى: (كَيفَ يَهدِي اللَّهُ قَومًا كَفَرُوا بَعدَ إِيمَانِهِم وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهدِي القَومَ الظَّالِمِينَ) (آلُ عمران 86) 

قالَ تعالى: (لَيسَ لَكَ مِنَ الأَمرِ شَيءٌ أَو يَتُوبَ عَلَيهِم أَو يُعَذِّبَهُم فَإِنَّهُم ظَالِمُونَ) (آلُ عمران 128) 

قالَ تعالى: (وَمَا لَكُم لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالمُستَضعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالوِلدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخرِجنَا مِن هَٰذِهِ القَريَةِ الظَّالِمِ أَهلُهَا وَاجعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا) 

قالَ تعالى: (وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعضَ الظَّالِمِينَ بَعضًا بِمَا كَانُوا يَكسِبُونَ) (الأنعامُ 129) 

قالَ تعالى: (وَلَا تَحسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعمَلُ الظَّالِمُونَ ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُم لِيَومٍ تَشخَصُ فِيهِ الأَبصَارُ) (إبراهيمُ 42) 

قالَ تعالى: (وَكَأَيِّن مِّن قَريَةٍ أَملَيتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذتُهَا وَإِلَيَّ المَصِيرُ) (الحجُّ 48) 

قالَ تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهلِهَا وَإِذَا حَكَمتُم بَينَ النَّاسِ أَن تَحكُمُوا بِالعَدلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (النّساءُ 58) 

قالَ تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُربَىٰ وَيَنهَىٰ عَنِ الفَحشَاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ ۚ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرُونَ) (النّحلُ 90)  

قالَ تعالى: (يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرضِ فَاحكُم بَينَ النَّاسِ بِالحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الهَوَى) (ص 26) 

قالَ تعالى: (وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخلُفنِي فِي قَومِي وَأَصلِح وَلَا تَتَّبِع سَبِيلَ المُفسِدِينَ) (الأعرافُ 142) 

أمّا الأحاديثُ فمِنها: 

في الكافي عن أبي عبدِ اللهِ (عليه السّلام) قالَ: قالَ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم): إتّقوا الظلمَ فإنّهُ ظلماتٌ يومَ القيامة) (الكافي ج2 ص 232) 

في الكافي عن أبي جعفرٍ (عليهِ السّلام) قالَ: ما إنتصرَ اللهُ مِن ظالمٍ إلّا بظالمٍ وذلكَ قولُ اللهِ عزّ وجلَّ (وكذلك نولّي بعضَ الظّالمينَ بعضاً) (الكافي، ج2 ص 334) 

الصّدوقُ عَن عبدِ اللهِ بنِ سنان قالَ: سمعتُ أبا عبدِ اللهِ (عليهِ السّلام) يقولُ: مَن أعانَ ظالِماً على مظلومٍ لم يزَل اللهُ عزّ وجلَّ عليهِ ساخطاً حتّى ينزعَ عَن معونتِه (عقابُ الأعمال 323). 

عَن أمير المؤمنينَ (عليه السّلام) قالَ: (لا يصلحُ النّاسَ إلّا أميرٌ برٌّ أو فاجر. قالوا: يا أميرَ المؤمنينَ هذا البرُّ فكيفَ بالفاجر؟! قالَ: إنَّ الفاجَر يؤَمِّنُ اللهُ عزّ وجلَّ بهِ السّبلَ، ويجاهدُ بهِ العدوَّ، ويجبى بهِ الفيءُ، وتقامُ بهِ الحدودُ، ويُحجُّ بهِ البيتُ، ويُعبدُ اللهَ فيهِ المسلمُ آمناً حتّى يأتيه أجُله) (ميزانُ الحكمة ج1، 98) 

عِن أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام): أسدٌ حطومٌ خيٌر مِن سلطانٍ ظلومٍ، وسلطانٌ ظلومٌ خيرٌ مِن فتنٍ تدوم) (ميزانُ الحكمة ج1 ص 98) 

عنِ الإمامِ الحُسينِ (عليه السّلام) قالَ: (مَن رأى سلطاناً جائراً مُستحلّاً لحرمِ اللهِ، ناكثاً لعهدِ اللهِ، مُخالِفاً لسُنّةِ رسولِ اللهِ، يعملُ في عبادِ اللهِ بالإثمِ والعدوانِ ثمَّ لم يغيِّر بقولٍ ولا فعلٍ، كانَ حقيقاً على اللهِ أن يُدخلَه مدخلَه) (بحارُ الأنوارِ ج44، ص 382)