لماذا لم يعاقب الله الاقوام التي اتت بعد قوم لوط بهذه الفاحشة؟ فالاغريق مثلا اتوا نفس الفاحشة ولم يعاقبهم الله لماذا خص الرس و قوم لوط؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لأنّ قومَ لوط هم أوّلُ من فعلَ هذه الفاحشة، قال تعالى: (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (80) إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ)، الأعراف: 80 ـ 81، ومن المعروفِ تاريخياً أنّ قومَ لوط أقدمُ بكثيرٍ من الأغريق، فقد عاشوا قرابة 2000 قبل الميلاد، بينما لم تظهر حضارةٌ لليونان قبل 600 سنة قبل الميلاد، هذا بالإضافة الى أنّ القرآن الكريم صرّح بأنّ العقابَ الإلهيّ ليس ببعيد عن أشباههم، قال تعالى: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ)، هود: 82 ـ 83. قال صاحب تفسير الأمثل: ج7/ ص27: وهل أنّ الذينَ ينبغي معاقبتهم هم قومُ لوطٍ فحسب؟ قطعاً لا. فكلّ جماعةٍ منحرفةٍ وأُمّةٍ ظالمةٍ ينتظرها مثلُ هذا المصير، فتارةً تكونُ تحتَ وابلِ الأحجار، وأُخرى تحت ضرباتِ القنابل المحرقة، وحيناً تحت ضغط الإِختلافاتِ الإِجتماعيةِ القاتلة، وأخيراً فإنّ لكلٍّ شكلاً من العذاب وصورةً معينة.
وفي الختام ننقلُ لكم عن الإمام أبي جعفر الباقر (ع) في حديثِ تحريم اللواط وهلاكِ قوم لوط قال: وقالَ رسولُ الله (ص): من ألحّ في وطي الرّجال لم يمت حتى يدعو الرجالَ إلى نفسه. الفصولُ المهمّة في أصول الأئمّة: ج3 ص400.
اترك تعليق