هل نؤمن بالله من اجل المصالح الشخصية؟
سيمون/: سؤال للمسلمين: هل انت متأكد ان الله دائماً يستجيب لدعائك؟ هل انت متأكد ان محمد رأى وحي؟ هل لديك دليل؟ مثلاً تسجيل صوتي او مقطع فيديو او آثار او اي دليل من اي نوع!! لماذا تؤمن بكائن وهمي لايهتم لامرك عندما تقع في مشكلة او يخلصك من آلآمك عندما تتمرض وانت تتوسل به وتدعوه بصلواتك؟!! هل انت متأكد ان الله دائماً يستجيب لدعائك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المنطق الذي يحكم علاقة الإنسان بالله هو المنطق الذي يعترف بالحقائق بوصفها موضوعات لها تحقق، والعقل الإنساني في مقاربته للأشياء يرتكز على معرفة أولية بان الأشياء لها واقعية، وهذا بخلاف المنطق البراغماتي الذي لا يعترف بالحقائق إلا في حدود المصلحة الشخصية، ومن هنا فإن هذا المنطق ليس فقط لا يعترف بالحقائق وإنما يعمل على تشويهها والتشكيك فيها طالما لا تخدم مصلحته الذاتية، فالله بحسب هذا المنطق لا يمكن الإيمان به طالما لا يكون خادماً لمصالحه الشخصية، قال تعالى: (كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ). في حين أن الإيمان في واقعه هو تعبير أخر عن الاعتراف بالحق؛ لأن ثقة العقل بمعارفه هي التي تحقق التسليم بوجود الأشياء وبالتالي الأيمان بما للأشياء من حقيقة وحقوق، فمثلاً عندما تؤمن بوجود شخص فإن هذا يعني أنك تعترف بحقه في الحياة، كما تعترف بحقه في أن يعيش كريماً وهكذا تحافظ على جميع حقوقه الضرورية والكمالية سوى حقق لك نفعاً أم لا. والحال نفسه عندما نعترف بالله وبأسمائه الحسنى، لأن هذا الاعتراف يعتبر بذرة الحقوق في العلاقة مع الاخر، وهذه هي حِكمة المعرفة وثمرة العقل فمن دون الإيمان بواقعية الأشياء يستحيل التواصل معها والتكامل بها، فكل شيء موجود يعتبر ذا حق لأننا نعترف به وبالتالي علينا أن نتكيف معه. وهكذا تأتي شرعية الحقوق حسب هذه الفلسفة ولكن ليس من باب منفعة الشيء للذات وإنما من باب الاعتراف بوجوده كشيء موضوعي قائم وله حقوق كما له حقيقة.
ومن هنا فنحن نؤمن بالله لأن الله هو الحق ولا نشترط في إيماننا تحقيق مصالحنا قال تعالى: (وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ) كما نتوجه له بالعبادة ونرجو فضله ونطمع في رضاه سوى استجاب لنا أو لم يستجب. ولكن الله برحمته وفضله على العباد أمرنا بالدعاء وضمن لنا الإجابة، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).
هل انت متأكد ان محمد رأى وحي؟
إن القرآن الذي بين أيدينا خير دليل على أنه وحي من الله وليس صنع البشر، وإثبات كون القرآن من الله يدل على أن الذي جاء به هو رسول منه، وقد تحدى القرآن كل من يشكك في نسبته لله بان يأتوا بمثله، وبعجزهم عن ذلك تتم النسبة ويتحقق المطلوب، قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). وقال: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). وقال (قل لَئِن اجتمعت الإنس والجنّ على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون) وغيرها من الآيات التي تثبت وقوع التحدي كما أثبت التاريخ عجزهم عن معارضة القرآن والاتيان بمثله، وإلى اليوم مازال الإنسان عاجزاً عن ذلك.
والأدلة ليست محصورة في شكل محدد كما بينتها مناهج البحث العلمي، والعجيب أنه يطالبنا بتسجيل صوتي أو تصوير فيديو وهو لا يعلم أن هذه النوع من وسائل الاثبات لم يعترف بها إلى الآن كوسائل اثبات موثوقة، ولذا نجد ان المحاكم القانونية لا تعمل بمثل هذه الوسائل وتتمسك بالطرق العقلائية المعهودة.
اترك تعليق