لماذا تشكلون على عائشة بخروجها في الجمل ولا تشكلون على السّيّدة الزّهراء (ع) لخروجها في حادثة فدك؟
السّلامُ عليكم ماسببُ مؤاخذة عائشةَ من حيثُ العفّة لخروجها وعدم امتثالها الآية (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ)، وعدمُ مؤاخذة السّيّدة الزّهراء لخروجها في حادثة مطالبتها بفدك؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لا أظنُّ أنَّ هناكَ مَن يتصوّرُ أنَّ خطبةَ السيّدةِ الزّهراءِ (عليها السّلام) في مسجدِ رسولِ الله (صلّى اللهُ عليهِ وآله) مطالبةً بحقّها في فدك يُعدُّ خروجاً إلى ساحاتِ القتال، فكيفَ يقارنُ خروجها للمسجدِ الذي كانَ مُلتصِقاً ببيتِها بخروجِ عائشةَ منَ المدينةِ إلى البصرة تقودُ المعاركَ وتألّبُ النّاسَ على قتالِ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السلام)؟
فمنَ الواضحِ والمؤكّدِ أنَّ عائشةَ بخروجِها لقتالِ أميرِ المؤمنينَ قد خالفَت أمرَ اللهِ لكونهِا مشمولةً بقوله: (وَقَرنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) وإن كانَت هذهِ الآيةُ لا تحرّمُ على زوجاتِ النبيّ الخروجَ منَ الدارِ بشكلٍ مُطلقٍ إلّا أنَّ القدرَ المُتيقّنَ تحرّمُ عليهنَّ الخروجَ في الشأنِ العامِّ والتصدّي للأمورِ السياسيّةِ والحربيّة، فكونهنَّ زوجاتِ النبيّ لا يُعطيهنَّ مبرّراً للتصدّي للشؤونِ السياسيّةِ والعسكريّة، ومِن هُنا كانَ خروجُ عائشةَ على أميرِ المؤمنينَ (عليه السّلام) في الجملِ وقيادتِها بنفسِها للمعاركِ مخالفةً واضحةً لأمرِ اللهِ تعالى، ومنَ الصّعبِ إيجادُ ما يمكنُ أن يُبرّرَ ذلكَ لا بمقياسِ الشرعِ ولا بمقياسِ العُرفِ سواءٌ في ذاكَ الزّمانِ أو في زمنِنا هذا، أمّا احتجاجُ مولاتنا الزّهراءِ (سلامُ اللهِ عليها) على مَن اغتصبَ حقّها في فدك بالمنطقِ والبُرهان - الشرعيّ والعقليّ - ودونَ الخروجِ أو القتالِ يُعدُّ أمراً مُبرّراً بمنطقِ الشرعِ والعُرف.
اترك تعليق