مالفرق بين الاسماعيلية والبهرة و هل هم طائفة واحدة و هل نعتبرهم من فرق الشيعة ام كانوا سابقًا من الشيعة ثم انحرفوا؟
السلامُ عليكُم ورحمةُ الله، الظاهرُ مِن كتبِ الفِرقِ والمذاهبِ الإسلاميّةِ أنّ البهرةَ هُم فرقةٌ مِن فرقِ الإسماعيليّةِ، كتبَ عنها كثيرٌ منَ الباحثينَ والدارسينَ قديماً وحديثاً، ونحنُ بحسبِ ما يسعُ المقامُ سنذكرُ باختصارٍ ما يُمكنُ أن يُعطي فكرةً عن هذهِ الفرقةِ، فنقولُ: إنَّ الإسماعيليّةَ، هيَ إحدى الفرقِ الشيعيّةِ الثلاثِ (الإماميّةِ، الزيديّةِ والإسماعيليّة)، والتي اعتقدَت بإمامةِ إسماعيلَ بنِ جعفرٍ أو ابنِه محمّدٍ بعدَ الإمامِ الصادقِ عليهِ السلام، وقد تمكّنَت هذهِ الفرقةُ منَ المُحافظةِ على بقائِها عبرَ القرونِ الماضيةِ، كما لعبَت قياداتُها أدواراً سياسيّةً مُهمّةً في التاريخِ السياسيّ للأمّةِ الإسلاميّة، وتعتبرُ الفرقةُ الإسماعيليّةُ ثاني أكبرِ جماعةٍ شيعيّةٍ بعدَ الإماميّة، مِن جهةِ عددِ الأتباع. كذلكَ وقعَت انقساماتٌ كثيرةٌ بينَ أتباعِ هذهِ الفرقةِ عبرَ القرونِ الماضيةِ مِن نشأتِها، فصاروا فِرقاً وجماعاتٍ، منهُم « الواقفةُ الإسماعيليّة (أو الإسماعيليّةُ الخالصةُ)، والدروزُ، والمُستعليةُ، والأخيرةُ انقسمَت إلى: المُستعليةِ الحافظيّة، والمُستعليةِ الطيبيّةِ (بُهرة) والأخيرةُ انقسمَت أيضاً إلى: طيبيّةٍ داوديّة ، وطيبيّةٍ سليمانيّة، وطيبيّةٍ علويّة، والنزاريّةِ والأخيرةُ انقسمَت إلى: النزاريّةِ المؤمنةِ، والنزاريّةِ القاسميّة (الأغاخانيّة)»، ولعلَّ أهمَّ الأسبابِ الواضحةِ، والتي ساعدَت وكرّسَت هذا الانقسامَ، هوَ النزاعُ الذي حصلَ بينَهم على المُلكِ والحُكم، بعدَ أن تمكّنوا مِن إقامةِ عدّةِ حكوماتٍ في تونسَ ومصرَ وسوريةَ واليمنِ وغيرِها منَ الأوطانِ الإسلاميّة. وجهُ التسميةِ لهذا المذهبِ، ترجعُ إلى ابنِ الإمامِ الصّادقِ الأكبر، إذ لقّبوا بـــ « الإسماعيليّة» لأنّهم ذهبوا إلى القولِ بإمامةِ إسماعيلَ بنِ جعفرٍ الصّادق، مِن بعدِ أبيهِ الإمامِ الصّادقِ (ع) ، ورفضَ بعضُهم التسليمَ بأنَّ إسماعيلَ بنَ جعفرٍ الصّادق، قد توفّيَ في زمنِ أبيهِ عليهِ السلام، مُدّعينَ بأنّ الإعلانَ عن موتِه والجنازةَ التي خرجَت في زمنِ أبيهِ عليهِ السلام، كانَت تقيّةً مِن أبيهِ الإمامِ الصّادقِ (ع) ، للحفاظِ عليهِ وإخفائِه عن عيونِ بني العبّاس، الذينَ كانوا يتربّصونَ به لقتلِه، أمّا البعضُ الآخرُ فقد أقرّ بموتِ إسماعيلَ بنِ جعفرٍ الصّادق، وقالوا بإمامةِ ابنِه محمّدٍ بنِ إسماعيلَ بنِ جعفر، ثمّ بقيَت الإمامةُ متواصلةً عندَهم إلى يومِنا هذا، معَ الاختلافِ في تشخيصِ شخصِ الإمام، وهوَ الذي أدّى بهم إلى التفرقةِ والتشعّبِ الحاصلِ بينَهم عبرَ القرونِ المُتلاحقة. ومِن أشهرِهم: المُستعليةُ الطيّبيّةُ (البُهرة) وأئمّتُهم، إذ إنّهم الفرقةُ الثانيةُ منَ " المُستعليةِ "، فبعدَ موتِ " الآمرِ بأحكامِ الله "، بايعوا ابنَه: الطيّبُ بنُ منصورٍ بنِ أحمد، المُلقّبُ بــ" شفيعِ يومِ المعاد " ولدَ سنةَ 524هـ. وعندَه تقفُ الإمامةُ عندَ " الطيبيّةِ " ويرونَ أنّه قد استترَ هو وذريّتُه منَ الأئمّةِ، والطيبيّةُ هُم نفسُهم المُسمّونَ في زمنِنا بــ " البهرة " الذي هوَ لفظٌ هنديٌّ يفيدُ بالعربيّةِ معنى " العملِ، والجدِّ "، وقيلَ يفيدُ معنى " التاجرِ "، وهُم الذينَ يقولونَ بإمامةِ " الطيّبِ بنِ المنصور "، والذي ماتَ والدُه وهوَ في بطنِ أمّه. وبعدَ تَوَقّفِ الإمامةِ عندَهم، تَبنّوا القولَ بالدّاعي المُطلق، واتّبعوا نظامَ الدّعاةِ إلى سنةِ (999 هـ)، ثمّ وقعَ الخلافُ في ما بينَهم في تشخيصِ هويّةِ الداعيةِ المُطلَق، فانقسموا إلى ثلاثةِ فرق: وقد قسّمَت هذهِ الفرقةُ الحياةَ إلى أدوارٍ، وكلُّ دورٍ 7000 سنة، وفي كلِّ دورٍ هناكَ سبعةُ أنبياءَ لهم شريعةٌ خاصّةٌ بهم، وأطلقوا عليهم " النطقاءَ "، وآخرهُم هوَ نبيُّ اللهِ محمّدٌ صلّی اللهُ عليهِ وآله وسلّم وهوَ الناطقُ الأخيرُ، وبعدَ كلِّ ناطقٍ لابدَّ مِن وصيٍّ له، وهوَ الإمامُ عليٌّ بنُ أبي طالب عليهِ السلام، وبعدَ كلِّ وصيٍّ أئمّةٌ مُقسّمينَ على أقسامٍ، وكلُّ قسمٍ له مقامٌ خاص. وتتواجدُ بقايا الفرقِ الإسماعيليّةِ حاليّاً، في: إيران: (نزاريّة) الهندُ وباكستان وأفغانستان: (نزاريّة، ومُستعليةٌ طيبيّةٌ داوديّة " بهرة " ، ومستعليةٌ طيبيّةٌ سليمانيّة " بهرة "، ومستعليةٌ طيبيّةٌ علويّة " بهرة ") اليمنُ: (مستعليةٌ طيبيّةٌ سليمانيّة " بهرة ") بلادُ الحجازِ [ السعوديّة ]: (مستعليةٌ طيبيّةٌ سليمانيّة " بهرة ") سوريا: (دروزٌ، ونزاريّةٌ قاسميّة أغاخانية) لبنان: (دروز) مصرُ: (النزاريّة)ولهُم جاليةٌ مُتمكّنةٌ ومُقتدرةٌ ماديّاً في الإماراتِ وبعضِ دولِ الجزيرةِ العربيّة، وكذلكَ في بعضِ الدولِ الأوربيّة، وفي القارتينِ الأمريكيةّ وأستراليا. ومَن أرادَ المزيدَ منَ التفصيلِ عن هذه ِالفرقةِ ودُعاتها ، فليرجِع إلى بعضِ المصادرِ التي عرضَت لهذهِ الفرقةِ وأقسامِها، فمِنها: المذاهبُ الإسلاميّةُ للسّبحانيّ : ص 258- 260، أعيانُ الشيعةِ للعامليّ : ج 3 ص 316، تاريخُ الإسماعيليّة: ج 4 ص 69، سمطُ الحقائق: لداعي الدعاةِ عليٍّ بنِ حنظلةَ الوادعي ص 39 – 42]. ودمتُم سالِمين.
اترك تعليق