المواضيع التي تناولها القرآن الكريم

سؤال: يقال ان القرآنَ متالفٌ من ٥٦٧ علمٍ كاملٍ هل هذه مقولة اوربية!! وما صحتها وماهي العلوم التي أحصوها للقرآن الى الان.

: الشيخ معتصم السيد احمد

الجواب:

إن كان هناك وجودٌ لمثل هذه المقولات فهي تقومُ على نوع من الحصرِ والاستقراء، ولا إشكالَ من حيث المبدأ على مثل هذا النوع من الاستقراء طالما يقومُ على التتبع والحصر العلميّ للعلوم والمعارفِ القرآنية.

فالبعضُ يقول إنّ في القرآن مئتين وخمسينَ ألف موضوع!، منها اثنا عشر ألف موضوع أساسي، والباقي موضوعاتٌ فرعيّة.

فمثلاً:

موضوعٌ كالحرية يعدّ موضوعاً أساسياً ومن هذا الموضوع تتفرّعُ عناوينُ فرعية مثل حرية الفرد، حرية المجتمع، حرية العقيدة، حرية السّفر، حرية العمل، وهكذا.

وسواءً قبلنا بهذه الإحصاءات أو لم نقبلها فإنّ ذلك لا يغيّرُ في أنّ القرآن الكريم يحتوي على كلّ ما يحتاجهُ الإنسان من أجل حياةٍ طيبةٍ وكريمة، قال تعالى: (مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ)، ففي القرآن كلّ شيء يتعلقُ بالهدف الذي نزلَ من أجله، فما فرّطنا في الكتاب من شيء له علاقةٌ بهداية الإنسان واستقامته، فكلّ كتاب يُرجع إليه حسب الهدف الذي وضع له، وعليه لا تفهمُ هذه الآية على أنّ القرآن يحتوي على جميع المعلومات بما فيها معلومات الرياضياتِ والفيزياء والكيماء والطبّ والهندسة وغير ذلك. وإنما هو كتابٌ يهدي الإنسانَ ويبيّنُ له كيف يحيا حياةً طيبةً، ومن هنا اكتفى القرآن بتذكير الإنسان بأنه سميعٌ وبصيرٌ وعاقل، أي أنه قادرٌ على تأسيسِ تلك المعارف لنفسهِ، ولم يتدخل القرآنُ في تلك المعرفة إلا من خلالِ وضع الضوابط الأخلاقية والقيمية التي تحكمُ مسارها.