تفخيم أمر عائشة بنت أبي بكر!!

سؤال: لماذا نجد مخالفينا يفخمون من امر عائشة دون زوجات النبي – صلى الله عليه وآله- الاخريات؟

: السيد علي المشعشعي

الجواب:

أشار العلامة الحلي "طاب ثراه" في كتابه: "منهاج الكرامة في معرفة الإمامة ص٨٩" عند تعرضه الى تعصب مخالفينا في أمور بغية مخالفة الرافضة، ومنها: تعظيمهم لعائشة على باقي نساء النبي – صلى الله عليه وآله-.

ويمكن ذكر عدة أسباب لذلك:

السبب الأول: كونها ابنة الخليفة أبي بكر ! فالتعصب له يقتضي تفضيل ابنته على باقي نساء النبي (ص)، ليكون هو أفضل رجال الأمة، وابنته أفضل نساء الأمة! فقد ذكر ابن كثير الدمشقي (المتوفى: 774 هـ) أنّ سبب تفضيل الغلاة من أهل السنة لعائشة على خديجة: تحملهم قوة التسنن على تفضيل عائشة لكونها ابنة الصدّيق. ( البداية والنهاية ج3 ، ص159). ويقصد من قوة التسنن: التعصب لمذهب أهل السنة.

ولم يجدوا لها فضلا يلصقونه بها سوى حديث: "وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام"!

السبب الثاني: خصومتها لعلي (ع) ومحاربتها له، بل بغضها إياه، كان دافعا لتعظيم شأنها وهذا نظير ما صرح به أحمد بن حنبل عندما سئل عن عليٍّ ومعاوية، فقال: أن عليا كان كثير الأعداء، ففتش له أعداؤه عيباً فلم يجدوا، فجاؤوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيادا منهم له» [تاريخ الخلفاء ص 199]. ومثله في عائشة فخموا أمرها من اجل ذلك.

وكيف تعظم مثل عائشة على باقي زوجات النبي (ص) اللاتي لم يصدر منهن هكذا خيانة مثل أذاعتها سر رسول الله -صلى الله عليه وآله- ومعصيتها لله ورسوله اذ لم تمتثل للأمر بالإقرار في بيتها.

وقد حاولوا الدفاع عنها بكل قوة مثل قولهم: «انها لم تخرج لقتالٍ وإنما خرجت بقصد الإصلاح».

مع إنها كانت تقول: إني أحدثت بعد رسول الله حدثا (١). وتعني بالحدث: مسيرها يوم الجمل (٢) وكانت إذا قرأت الآية "وقرن في بيوتكن" بكت بكاء شديدا حتى تبل خمارها (٣) لعظيمٍ فعلها ومخالفتها أمر الله ورسوله فقد رووا أن رسول الله كان عند أزواجه فقال : "أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، تخرج فينبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير" (٤) ولما علمت بالحوأب كان عليها أن ترجع، ولكنها لم ترجع (٥) وهذه أم المؤمنين أم سلمه: لما سار علي إلى البصرة قالت له: ولولا أني أكره أن أعصى الله ورسوله: فإنه أمرنا أن نقر في بيوتنا لسرت معك (٦)

وقد خرجت عائشة مع ألوفٍ شاكين السلاح بقصد القتال يشهد لذلك جماعة من علماء مخالفينا نذكر منهم:

▪️ أبو حفص عمر بن محمد النسفي (المتوفى: 537 ه).

ذكر في كتابه: «طلبة الطلبة» أنها خرجت لقتال عليٍ (٧)

▪️ أبو يحيى زكريا بن محمد السنيكي المصري (المتوفى: 926 ه).

ذكر في كتابه: «منحة البارئ بشرح صحيح البخاري» أن عائشة سارت إلى البصرة لقتال علي على جمل اسمه عسكر (٨).

والحمد لله أولا وآخرا

ـــــــــــــ

1- المستدرك على الصحيحين ج4ص7 رقم الحديث: (6717).

تعليق الذهبي في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.

2- سير أعلام النبلاء ج3ص169.

3 - مسند ابن راهويه ج 2 ص 41 - الزهد لأحمد ج 2 ص 450.

4 - رواه الضياء في "المختارة" (179) والبزار - كما في "البداية والنهاية" (6/212). قال الحافظ في "الفتح" (13/55): " رجاله ثقات " وكذا قال الهيثمي في "المجمع" (7/234).

5 - سلسلة الأحاديث الصحيحة ج1ص473.

6 - المستدرك على الصحيحين ج10ص418

قال الذهبي: في التلخيص: على شرط البخاري ومسلم.

7 - طلبة الطلبة ج1ص96.

8 - منحة البارئ بشرحٍ صحيحٍ البخاري ج10ص167.