سبايا أهل البيت (ع) لم يذهبوا الى المدينة بل رجعوا من الشام الى كربلاء بعد أربعين يوماً.
سليم أحمد/ الجزائر: قصة أربعين الحسين بن علي ومسير السبايا من كربلاء الى الشام ثم المدينة ثم الرجوع إلى كربلاء هذه المدة مع تلك المسافات وعلى وسائل نقل تقليدية كالإبل والبغال لا يمكن قطعها في مدة أربعين يوما بل الواقع يفصح عن مدة تلك المسيرة بما لا يقل عن شهرين أو ثلاثة أشهر على أقل التقدير، فأين السر في ذلك؟ هل هو التلاعب التأريخي أو التحريف الشيعي؟
لم يكن مسير السبايا من كربلاء إلى الشام ثم المدينة ثم الرجوع إلى كربلاء كما زعمت، بل كان المسير من كربلاء إلى الكوفة ثم إلى الشام ثم العودة إلى كربلاء وهو يوم الأربعين ( العشرين من صفر ) يوم عودة الرأس الشريف إلى الجسد الطاهر ، وهذه المدة من الذهاب والإياب قد نص عليها علماء أهل السنة إضافة إلى مشهور الشيعة.
قال أبو ريحان البيروني المتوفى سنة 440 في كتابه ( الآثار الباقية ) ص 331 : " وفي العشرين رد رأس الحسين إلى جثته حتى دفن مع جثته ".
وجاء عن أبي عبد الله بن زكريا القزويني المتوفى سنة 682 قوله في كتابه (عجائب المخلوقات) هامش (حياة الحيوان الكبرى) للدميري ج1 ص 109 : " اليوم الأول من شهر صفر هو عيد بني أمية ، لأن رأس الحسين (عليه السلام) قد ورد دمشق في مثل ذلك اليوم ، وفي العشرين من ذلك الشهر رد رأسه إلى البدن ".
وجاء عن أبي بكر حمد الله المستوفي المتوفى سنة 750 في ( التاريخ المختار ) ص 220 : " وكان ابن أبي أيوب الأنصاري حاضرا في الشام فلام يزيد على فعلته ، وأخذ رأس الحسين (عليه السلام) منه ثم رده إلى جسده في يوم الأربعين ".
وجاء عن المؤرخ الكبير غياث الدين محمد بن همام الهروي المتوفى سنة 942 في كتابه (تاريخ حبيب السير في أخبار خير البشر) ص 60: " وفي العشرين من صفر ألحق رأس الإمام الحسين (عليه السلام) رؤوس شهداء كربلاء - رضي الله عنهم - إلى أبدانهم ".
وقد نقل المناوي الشافعي في كتابه ( فيض القدير ) ج1 ص 205 ، والشبراوي الشافعي في ( الاتحاف ) ص 127 ، والصبان الشافعي في ( إسعاف الراغبين ) ص 215 ، والشبلنجي الشافعي في ( نور الأبصار ) ص 269 عن الشيعة الإمامية عودة الرأس الشريف إلى كربلاء في يوم الأربعين ( العشرين من صفر ) ، ولم يناقشوا هذه الدعوى ، الأمر الذي يكشف عن تسالم الطرفين : سنة وشيعة على هذا الأمر ، أو على الأقل هو المشهور عندهم .
فلا داعي أخي الكريم أن تنبز غيرك بما أنت جاهل به ولم تطلع على مصادره ، ولو علمت ما تذكره الروايات التي نقلت رحلة السبي وكيف كان يحث هؤلاء الأوباش الجفاة أهل البيت عليهم السلام على المسير الشديد لعرفت عدم استحالة ذهابهم وايابهم في مثل هذه المدة .
اترك تعليق