طرق تحصيل الإجماع عند الإمامية.
راجح/الكويت/: من عجائب علمائكم أنهم إذا اختلفوا في مسألة، وكان أحد القولين يُعرف قائله والآخر لا يُعرف قائله، فالصواب عندهم هو القول الذي لا يُعرف قائله! لأنهم يزعمون أنه قد يكون قول الإمام المعصوم! حتى انتقدهم شيخهم الحر العاملي وتعجب قائلاً: «وقولهم باشتراط دخول مجهول النسب فيهم أعجب وأغرب، وأي دليل عليه؟ وكيف يحصل مع ذلك العلم بكونه هو المعصوم أو الظن به». (مقتبس الأثر، 3/63).
الأخ راجح المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ما ذكرتموه هنا هو واحدة من عدة طرق طرحها علماء الإمامية (أعلى الله برهانهم) في تحصيل الإجماع، فالإجماع - كما تعلمون - هو أحد طرق استنباط الحكم الشرعي عندنا، والمراد به ليس كل إجماع، بل هو الإجماع الكاشف عن رأي المعصوم (عليه السلام)، فكيف يمكن تحصيل مثل هذا الإجماع في عصر غيبة المعصوم (عليه السلام) الذي هو عصر زماننا؟!!
هنا طرحت عدة نظريات وأقوال من علماء الإمامية أوصلها المحقق النراقي في كتابه "عوائد الأيام" إلى سبعة عشر طريقاً، والطرق المعروفة منها هي أربعة فقط: طريقة الحس، وطريقة اللطف، وطريقة الحدس، وطريقة التقرير.
والمشار إليه في سؤالكم هو تحصيل الإجماع من طريق الحس، وهو الطريق الذي أشار إليه السيد المرتضى رحمه الله في كتابه "الذريعة" ج2 ص 624 حيث قال: "إنه غير ممتنع أن يلتبس في بعض الأحوال قول إمام الزمان، إما لغيبته، أو لغيرها، فلا نعرف قوله على التعيين، فنفزع في هذا الموضوع إلى إجماع الأمة أو إجماع علمائنا، لنعلم دخول الإمام المعصوم فيه، وإن كنا لا نعرف شخصه و عينه" انتهى .
ولكن هذه الطريقة كانت محل تأمل وكلام من جمع من علماء الإمامية، فقد قال الشيخ صاحب المعالم (قدس سره): "الحق امتناع الإطلاع عادة على حصول الإجماع في زماننا هذا وما ضاهاه، من غير جهة النقل، إذ لا سبيل إلى العلم بقول الإمام، كيف وهو موقوف على وجود المجتهدين المجهولين ليدخل في جملتهم، ويكون قوله مستوراً بين أقوالهم؟!وهذا مما يقطع بانتفائه". انتهى. معالم الدين ص 175.
وجاء عن الشيخ الأنصاري (قدس سره) قوله: "وهذا غاية القلة، بل نعلم جزماً أنه لم يتفق لأحد من هؤلاء الحاكين للإجماع" انتهى. فرائد الأصول ج1 ص 129.
والتفصيل في محله من كتب الأصول عند الإمامية.
ودمتم في رعاية الله وحفظه.
اترك تعليق