هل تحدث رسول الله (ص) عن الفتن فقط في إخباره عن المغيبـات؟!!
راشد/الكويت/: إلزامكم لنا بما رواه البخاري وغيره، وبرواية عن حذيفة قال: «قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاماً ما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه» وبرواية: «أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة». على أن الصحابة يعلمون الغيب غير ملزم وباطل بالمرة، فالحديث لا يحكي إلا نوعاً واحداً من العلم وهو الفتن، وأن منهم من حفظ ما قاله، ومنهم من نسي منه، وليس فيه أنهم يعلمون كل ما في السماوات وما في الأرض وما في ضمائر الناس، وأنه لا يخفى عليهم الشيء كما يدعي الرافضة.
الأخ راشد المحترم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لم يتحدث النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في إخباره عن المغيبـات عن الفتن فقط، بل هو تحدث عن مطلق الأشياء، بدليل ما ورد في صحيح مسلم ج8 ص 172 عن حذيفة قال: "ما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة إلا حدث به".
والحديث مطلق من هذه الناحية.
وفي صحيح البخاري، كتاب بدء الخلق ج4 ص 73 عن طارق بن شهاب: "فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار منازلهم".
وهذا بيان صريح بأن الإخبار لم يكن عن الفتن، بل عن الناس والأشخاص ومصير الخلائق.
وفي صحيح مسلم ج8 ص 173 أيضاً عن علباء بن أحمر عن عمرو بن أخطب: "فأخبرنا بما كان وبما هو كائن، فأعلمنا أحفظنا ".
وهذا الحديث مطلق في إخباره (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يقيد بالفتنة فقط، ويوجد غير هذه الأحاديث الكثير الكثير.
وإيراد بعض المحدثين لهذه الأخبار في باب الفتن لا يعني أنها نص في باب الفتن فقط، بل أوردها بعضهم في باب بدء الخلق كذلك، كالبخاري مثلاً كما تقدم، والإخبار عن بدء الخلق هو إخبار عن مغيب أيضاً.
وحتى لو سلمناً جدلاً بأن هذه الأخبار كانت إخباراً عن الفتن، فهي بالنتيجة إخبار عن مغيبات، وبالتالي تنتفي السالبة الكلية التي يتبجح بها البعض من عدم وجود علم بالغيب مطلقاً عند الصحابة، فالسالبة الكلية تنخرم ولو بمصداق واحد فقط، فتدبروا!!
ودمتم سالمين.
اترك تعليق