كيفَ نُفسِّرُ قَولَ الإمَامِ (ع): (ما حَجَجْتُ إلَّا أنا ونَاقَتِي وعليُّ بنُ يَقطِينٍ).

حَيدَر غَالِب/: السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبركَاتُه.. في الرِّوايَةِ الوَارِدةِ عن الإمَامِ الكَاظِمِ (ع) عندَ ذِكْرِ الصَّحَابِيِّ الجَلِيلِ عليِّ بنِ يَقطِينٍ (رض) ذُكِرَ أنَّه حجَّ هو وكذلِكَ الصَّحابِيُّ ونَاقَتُه، فسُؤالِي: كيفَ كانَ الحجُّ بالنِّسبَةِ للنَّاقَةِ حتى عدَّهُ منَ الحَجِيجِ، وكيفَ تَكُونُ العِبَادةُ بالنِّسبَةِ للحَيوَانَاتِ؟ أفِيدُونَا جُزِيتُم خَيراً.

: اللجنة العلمية

 الأخُ حَيدَر المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبركَاتُه. 

 هذا القَولُ لم نَجِدْ له أصلاً صَحِيحاً في مَروِيَّاتِنا، وعلى فَرضِ وُجُودِه وصِحَّتِه يُفسَّرُ كَلامُه (عليه السلام) بِذكْرِ حَجِّ النَّاقةِ على سَبِيلِ المُشاكَلَةِ في اللُّغَةِ، كمَا جاءَ في قَولِه تعَالى: (يَمكُرُونَ ويَمكُرُ اللهُ)، فاللهُ سُبحانَه لا يُوصَفُ بالمَكْرِ جلَّ شأنُه، لكنَّ الذِّكرَ للمَكْرِ هُنا جاءَ على سَبِيلِ المُشاكَلَةِ اللُّغَويَّةِ، وهي ذِكرُ الشَّيءِ بلَفظِ غَيرِهِ لوُقُوعِه في صُحبَتِه، وكذلِكَ المَقَامُ، فالنَّاقةُ لَيستْ مُكلَّفةً شَرعاً فَكيفَ تُوصَفُ بالحَجِّ، فذِكْرُها هُنا جاءَ على سَبِيلِ المُشاكَلَةِ. 

 ودُمتُم سَالِمينَ.