لمَاذا لم يَبعَثْ اللهُ الأنبِياءَ لغَيرِ مِنْطقَةِ الشَّرقِ؟!!

أسامة رحيم/: السَّلامُ علَيكم.. لمَاذا أُرسِلَ الأنبِياءُ للشَّرقِ فقط.

: اللجنة العلمية

     الأخُ أُسامةُ المحتَرمُ.. السَّلامُ علَيكم ورَحمةُ اللهِ وبرَكاتُه. 

     لم يَثبُتْ أنَّ اللهَ سُبحانَه لم يَبعَثْ الأنبِياءَ في غَيرِ مِنْطقَةِ الشَّرقِ، فالعِلمُ الإجمَاليُّ بِبَعثِ الأنبِياءِ لكلِّ الأُممِ يُنافِي هذِه الدَعوَى، يَقُول تعالى في كِتَابِه الكَريمِ: (وإنْ مِن أُمةٍ إلا خَلا فيْها نَذيرٌ) فاطر: 24، ويَقُول تعالى: (ولقد بَعثْنا في كلِّ أُمةٍ رسُولاً أنْ اعْبدُوا اللهَ واجْتنِبُوا الطَّاغُوتَ) النحل: 36.. فَدعوَى أنَّ اللهَ سُبحانه لم يَبعَثْ أنبِياءَ لغَيرِ مِنْطقَةِ الشَّرقِ لَيستْ تامَّةً، كما أنَّ القُرآنَ الكَريمَ لم يَتنَاولْ ذِكرَ جَمِيعِ الأنبِياءِ حتى يُمكنَ الجَزمُ من هذِه النَّاحِيةِ. 

     قَال تعالى: (ولقد أرْسلْنا رُسُلاً مِن قبلِك مِنْهم مَن قَصَصْنا عليْك ومِنْهم مَن لم نَقْصُصْ عليْك) غافر: 78.

     بل المُستَفادُ منَ القُرآنِ الكَريمِ أنَّ اللهَ أرسلَ ذا القَرنَينِ إلى أُممِ الشَّرقِ والغَربِ معاً، وهو الَّذي بَنى ذلك السدَّ العَظيمَ الَّذي يُسمِّيهِ النَّاسُ اليومَ بِسدِّ الصِّينِ.

     نعم، يُمكنُ القَولُ بأنَّ الأنبِياءَ البَارزِينَ أو قُل أصْحابُ الدِّيانَاتِ الكُبرَى قد ظَهرُوا في مِنْطقَةِ الشَّرقِ وبالذَّاتِ مِنْطقَةِ الشَّرقِ الأوْسطِ دونَ غَيرِها، وذلك لأسْبابٍ تَتعلَّقُ بالمَكانِ، لأنَّ المِنْطقَةَ الوُسطَى هي المُناسِبةُ لظُهورِ شَرِيعةٍ يُرادُ لها أنْ تَنتشِرَ في العَالمِ ويَدِينُ بها أهلُ الشَّرقِ والغَربِ معاً.

     يَقُول تعالى: (وكذلِك جَعلنَاكُم أُمةً وسَطاً لتَكُونُوا شُهداءَ على النَّاسِ ويَكُونَ الرَّسُولُ علَيكم شَهِيداً) البقرة: 143.

     ودُمتُم سَالِمينَ.