"لكل نبي وصي واحد فقط " كما نص علىه الشيخ الصدوق اذن الأوصياء المتبقين ١١ وصي من بعد الامام علي (ع) لايصح تسميتهم أوصياء

اشكال يرد على الفاظ احاديث المعصومين سلام الله عليهم وتقرير العلماء في باب العقائد يذكر المرحوم الشيخ الصدوق قدس سره في كتاب الاعتقادات في دين الإمامية -- الصفحة ٩٢ باب الاعتقاد في عدد الأنبياء والأوصياء عليهم السلام) اعتقادنا في عددهم أنهم مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف نبي ومائة ألف وصي وأربعة وعشرون ألف وصي لكل نبي منهم وصي أوصى إليه بأمر الله تعالى ونعتقد فيهم أنهم جاءوا بالحق من عند الحق وأن قولهم قول الله تعالى وأمرهم أمر الله تعالى، وطاعتهم طاعة الله تعالى ومعصيتهم معصية الله تعالى لكل نبي وصي واحد فقط كما نص على الشيخ الصدوق حتى صار عدد الأوصياء مساوي لعدد الأنبياء فالنتيحة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم له وصي واحد وهو أمير المؤمنين صلوات الله عليه فيشكل العدد في الأوصياء المتبقين ١١ وصي لايصح تسميتهم أوصياء وفق الخريطة العقائدية لمدرسة أهل البيت صلوات الله عليهم وهذا التقرير يناقض الفاظ الاحاديث عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله إن خلفائي و أوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي اثنا عشر أولهم أخي وآخرهم ولدي كمال الدين وتمام النعمة - للشيخ الجليل الأقدم الصدوق - ج ١ - الصفحة ٣٠٨ والحديث في عيون اخبار الرضا حديث الرسول الاكرم صلى الله عليه واله فقلت يا رب ومن أوصيائي فنوديت يا محمد أوصياؤك المكتوبون على ساق عرشي فنظرت وأنا بين يدي ربي جل جلاله إلى ساق العرش فرأيت اثني عشر نورا في كل نور سطر أخضر عليه اسم وصي من أوصيائي أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم مهدي أمتي والحديث ( ألا وإن الله نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا اثنى عشر وصيا من أهل بيتي فجعلهم خيار أمتي واحدا بعد واحد مثل النجوم في السماء كلما غاب نجم طلع نجم بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٢٢ - الصفحة ١٤٩ ودمتم في رعاية الله وحفظه

: اللجنة العلمية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

لا يوجدُ تنافٍ بينَ ما ذكرَهُ الشّيخُ الصّدوقُ (رضوانُ اللهِ عليه) وبينَ كونِ أوصياءِ النّبيّ الخاتمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) إثنا عشرَ وصيّاً، وإليكَ تقريبُ المسألة : 

 

1 ـ قَد يُطلَقُ لفظُ الوصيّ ويُرادُ منهُ القضيّةُ الخارجيّةُ، أي الأفرادُ الموجودونَ فعلاً، وهُنا يكونُ وصيُّ رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليه وآله) عليّاً بنَ أبي طالبٍ (عليه السّلام) دونَ مَن سِواهُ، وهذا هوَ ما عناهُ الشّيخُ الصّدوقُ بقولِه (اعتقادُنا في عددِهم أنّهُم مائةُ ألفِ نبيٍّ وأربعةٌ وعشرونَ ألفَ نبيّ، ومائةُ ألفِ وصيٍّ وأربعةٌ وعشرونَ ألفَ وصيّ، لكُلِّ نبيٍّ منهُم وصيٌّ أوصى إليهِ بأمرِ اللهِ تعالى). الإعتقاداتُ ص92 . 

ولهذا التّوجيهِ مجموعةُ شواهدَ منَ الرّواياتِ الشّريفةِ، هذهِ بعضُها : 

أ ـ عَن رسولِ اللهِ قال (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) : لكُلِّ نبيٍّ وصيٌّ ووارثٌ، وإنَّ وصيّي ووارثي عليٌّ بنُ أبي طالب.   

ب ـ قالَ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم: إنَّ وصيّي، وموضعَ سرّي وخيرَ مَن أتركُ بعدي، يُنجزُ عِدتي، ويقضي ديني، عليٌّ بنُ أبي طالب. 

أجوبةُ مسائلِ جارِ اللهِ لشرفِ الدّين 138  

ج ـ وعَن سلمانَ أنّهُ قالَ يا رسولَ اللهِ مَن وصيُّكَ ؟ فقالَ: يا سلمانُ مَن كانَ وصيَّ موسى ؟ فقالَ: يوشعٌ بنُ نون. قالَ صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم : وصيّي ووارثي يقضي دَيني ويُنجزُ موعدي عليٌ بنُ أبي طالب. 

د ـ وعَن أمِّ سلمةَ (رضيَ اللهُ عنها) قالَت: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّم: إنَّ اللهَ اختارَ مِن كُلِّ أُمّةٍ نبيّاً واختارَ لكُلِّ نبيٍّ وصيّاً فأنا نبيُّ هذهِ الأمّةِ وعليٌّ وصيّي في عترتي وأهلِ بيتي وأمّتي مِن بعدي. 

ينابيعُ المودّةِ للقندوزيّ الحنفي 235. 

 

2 ـ وقَد يُرادُ منَ الوصيّ ما كانَ بلحاظِ القضيّةِ الحقيقيّةِ أي الأفرادُ المُتحقّقونَ في الخارجِ فِعلاً والذينَ سيُوجدونَ فإنَّ العددَ حينَها سيكونُ إثنا عشرَ وصيّاً لرسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) والمُلاحظُ في الرّواياتِ الإشارةُ إليهم بطريقةِ الجمعِ (أوصيائي) وهذهِ بعضُ الرّواياتِ في هذا المعنى : 

أ ـ عَنِ الصَّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَن أَبِيهِ عَن جَدِّهِ ع قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ الأَئِمَّةُ بَعدِي إثنَا عَشَرَ أَوَّلُهُم عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ وَآخِرُهُمُ القَائِمُ فَهُم خُلَفَائِي وَأَوصِيَائِي وَأَولِيَائِي وَحُجَجُ اللَّهِ عَلَى أُمَّتِي بَعدِي الْمُقِرُّ بِهِم مُؤمِنٌ والمُنكِرُ لَهُم كَافِرٌ.   مَن لا يحضرُه الفقيهُ 4 / 180 . 

ب ـ وعنهُ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) أوصِيَائِي مِن بَعدِي بِعَدَدِ نُقبَاءِ بَنِي إِسرَائِيلَ. 

مُستدرَكُ الوسائل 12 / 279 

ج ـ عَن ابنِ عبّاسٍ قالَ قالَ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلّم) أنا سيّدُ الأنبياءِ والمُرسلينَ وأفضلُ منَ الملائكةِ المُقرّبينَ وأوصيائي سادةُ أوصياءِ النّبيّينَ والمُرسلينَ. 

بحارُ الأنوارِ ج : 8 ص : 22 

وبحسبِ ما تقدّمَ يكونُ كلامُ الشّيخِ الصّدوقِ (رحمه اللهُ) ناظِراً للإطلاقِ الأوّلِ، والمقصودُ منَ الرّواياتِ التي تفضّلتُم بها الإطلاقُ الثّاني.