في من نزلت هذه الآية (فيومئذٍ لا يُعذّبُ عذابَه أحد)؟

: السيد رعد المرسومي

السلامُ عليكُم ورحمة الله،يظهرُ مِن جمهورِ المُفسّرينَ أنّ هذهِ الآيةَ لا تشيرُ إلى شخصٍ بعينِه ، وإنّما جاءَت تصفُ العذابَ الذي يستحقُّه مَن كانَ يسيءُ الظنَّ بالله تعالى (نعوذُ باللهِ العظيمِ مِن ذلك)، كما في الآياتِ التي سبقَت هذهِ الآية، وهيَ قولهُ تعالى: (فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكرَمَنِ (15) وَأَمَّا إِذَا مَا ابتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيهِ رِزقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16) كَلَّا بَل لَا تُكرِمُونَ اليَتِيمَ (17) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ المِسكِينِ (18) وَتَأكُلُونَ التُّرَاثَ أَكلًا لَمًّا (19) وَتُحِبُّونَ المَالَ حُبًّا جَمًّا (20) كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الأَرضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَومَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكرَى (23) يَقُولُ يَا لَيتَنِي قَدَّمتُ لِحَيَاتِي (24) فَيَومَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (25) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ. (26) فإذن: العذابُ في هذهِ الآيةِ سيقعُ على مَن ينسى نعمَ اللهِ تعالى عليهِ التي لا تُحصى، فمُجرّدُ أن يبتليهِ بابتلاءٍ مُعيّنٍ يقولُ ربّي أهانني، ثُمَّ يكذّبُ اللهَ تعالى منَ يفتري ذلكَ عليه، فيبيّنُ لنا صفاتِه المذمومةَ التي منها أنّه لا يُكرمُ اليتيمَ ولا يحضُّ على طعامِ المسكين ...إلى آخرِ الآية. [ينظرُ مجمعُ البيانِ للطبرسيّ، وتفسيرُ كنزِ الدقائقِ للمشهديّ عندَ تفسيرِ الآيةِ الخامسةِ والعشرين مِن سورةِ الفجر]. ودمتُم سالِمين.عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ): «يَا بْنَ خَرَّبُوذَ، أَ تَدْرِي مَا تَأْوِيلُ هَذِهِ الْآيَةِ فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ* وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ؟» قُلْتُ: لَا. قَالَ: «ذَلِكَ الثَّانِي، لَا يُعَذِّبُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَهُ أَحَدٌ».١١٦١٠/ «٢»- علي بن إبراهيم، قوله: فَيَوْمَئِذٍ لا يُعَذِّبُ عَذابَهُ أَحَدٌ* وَ لا يُوثِقُ وَثاقَهُ أَحَدٌ، قال: هو الثاني.