هَلْ يَجُوزُ التَّدَيُّنُ بَأَيِّ دِينٍ وَمَذْهَبٍ لِأَنَّهُ يَأْمُرُنَا بِالفِطْرَةِ؟!!

مُصْطَفَى العِرَاقِيُّ:      أَتَى رَجُلٌ لِغَانْدِي وَهُوَ مَسِيحِيٌّ قَالَ لَهُ: أُرِيدُ أَنْ أَعْتَنِقَ الهِنْدُوسِيَّةَ. قَالَ لَهُ: اذْهَبْ وَكُنْ مَسِيحِيًّا صَادِقًا فَكُلُّ الطُّرُقِ تُؤدّيِ إِلَى اللهِ.      الإِسْلَامُ أَمَرَنَا بِالفِطْرَةِ، وَأَيُّ مَذْهَبٍ يَأْمُرُنَا بِالفِطْرَةِ وَالعَقْلِ وَالصَّوَابِ صَحِيحٌ.

: اللجنة العلمية

     الأَخُ مُصْطَفَى المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

     قَوْلُ غَانْدِي كُلُّ الطُّرُقِ - وَالمُرَادُ بِهَا هُنَا الطُّرُقُ الإِعْتِقَادِيَّةُ وَلَيْسَتِ الطُّرُقَ الدِّلَالِيَّةَ - تُؤَدِّي إِلَى اللهِ فِيهِ مُغَالَطَةٌ وَاضِحَةٌ.. فَالمَسِيحِيَّةُ عَقِيدَةٌ مَذْمُومَةٌ وَبَاطِلَةٌ بِنَصِّ قَوْلِهِ تَعَالَى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} المَائِدَةُ: 73.. فَكَيْفَ تَكُونُ هَذِهِ العَقِيدَةُ المَذْمُومَةُ وَالبَاطِلَةُ وَالَّتِي مَصِيرُهَا العَذَابُ الأَلِيمُ عَقِيدَةً صَحِيحَةً وَتُؤَدِّي إِلَى اللهِ؟!!

     وَأَمَّا الفِطْرَةُ فَقَدْ أَوْضَحَ اللهُ سُبْحَانَهُ المُرَادَ مِنْهَا، وَهِيَ التَّعَبُّدُ بِالدِّينِ القَيِّمِ الَّذِي ارْتَضَاهُ اللهُ سُبْحَانَهُ، قَالَ تَعَالَى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} الرُّومُ: 30.

     وَالدِّينُ القَيِّمُ هُوَ دِينُ المُصْطَفَى (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بِنَصِّ القُرْآنِ الكَرِيمِ الَّذِي قَالَ: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينَا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} الأَنْعَامُ: 161.

     وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.