الْكَاظِمُ (ع) إمَامُ أهْلِ السُّنَّةِ وَالشِّيعَةِ.
سَليمٌ / بَغْدَادُ: ماهِيَ مَنْزِلَةُ الْإمَامِ الْكَاظِمِ (عَلَيْهِ السَّلَاَمُ) عِنْدَ أهْلِ السُّنَّةِ؟!
الْأَخُ سَليمٌ الْمُحْتَرَمُ، السَّلَاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
قَالَ فِي حَقِّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إدريسَ بْنِ الْمُنْذِرِ، الْمَعْرُوفُ بِأَبِي حاتَمٍ الرَّازِيَّ ( ت 277 ه): ( مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيُّ بْنِ الحُسينِ بْنِ عَلِيُّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ...
ثِقَةٌ صَدوقٌ إمَامٌ مِنْ أئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ).
[ انظُرِ:« الجَرحَ وَالتَّعْدِيلَ»: 8 / 138، وَالذَّهَبِيَّ فِي « سِيَرِ أَعْلَاَمِ النُّبَلَاَءِ»: 6 / 280، وَاِبْنُ حَجَرٍ فِي « تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ»: 8 / 393]
وَجَاءَ عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ طَلْحَةَ الشَّافِعِيِّ ( ت: 652 ه) فِي كِتَابِهِ « مَطالِبُ السَّؤُولِ فِي مَنَاقِبِ آلِ الرَّسُولُ»:( هُوَ الْإمَامُ الْكَبِيرُ الْقَدْرِ، الْعَظِيمُ الشَّأْنِ، الْكَبِيرُ الْمُجْتَهِدُ الْجَادُّ فِي الْاِجْتِهَادِ، الْمَشْهُورُ بِالْعِبَادَةِ الْمُوَاظِبُ عَلَى الطَّاعَاتِ، الْمَشْهُودُ لَهُ بِالْكَرَامَاتِ، يَبِيتُ اللَّيْلَ سَاجِدًا وَقَائِمًا، وَيَقْطَعُ النَّهَارُ مُتَصَدِّقًا وَصَائِمًا، وَلِفرْطِ حُلْمُهُ وَتَجَاوُزُهِ عَنِ الْمُعْتَدِينَ عَلَيْهِ دُعِيَ كَاظِمَاً، كَانَ يُجَازِي الْمُسِيءَ بِإحْسَانِهِ إِلَيْهِ، وَيُقَابِلُ الْجَانِيَ بِعَفْوِهِ عَنْهُ، وَلِكَثْرَةِ عِبَادَتِهِ كَانَ يُسَمَّى بِالْعَبْدِ الصَّالِحِ، وَيُعْرَفُ بِالْعِرَاقِ بَابَ الْحَوَائِجِ إِلَى اللهِ لِنَجْحِ مَطَالِبِ الْمُتَوَسِّلِينَ إِلَى اللهِ تَعَالَى بِهِ، كَرَامَتهُ تُحَارُ مِنْهَا الْعُقُولَ، وَتَقْضِي بِأَنَّ لَهُ عِنْدَ اللهِ تَعَالَى قَدَمَ صِدْقٍ لَا تَزُلْ وَلَا تُزَولْ).
[ مَطَالِبُ السَّؤُولِ فِي مَنَاقِبِ آلِ الرسول2: 120]
وَعَنِ الذَّهَبِيِّ (ت: 748) فِي « سِيَرِ أَعْلَاَمِ النُّبَلَاَءِ»، قَالَ: (مُوسَى الْكَاظِمِ..
الْإمَامُ، الْقُدْوَةَ، السَّيِّدَ أَبُو الْحُسْنِ الْعَلَوِيِّ، وَالِدُ الْإمَامِ عُلِيَ بْنِ مُوسَى الرِّضَا، مَدَنِيٌّ، نَزَلَ بَغْدَادَ).
[سَيَرُ أَعْلَاَمِ النُّبَلَاَءِ » 6: 270]، وَقَالَ عَنْهُ فِي الْجُزْءِ الثَّالِثِ عَشَرَ: ( كَبِيرُ الْقَدْرِ، جَيِّدُ الْعِلْمِ، أُولَى بِالْخِلَاَفَةِ مِنْ هَارُونَ)[ 13: 120]
وَفِي قَوْلِ الذَّهَبِيِّ: (أَوْلَى بِالْخِلَاَفَةِ مِنْ هَارُونَ)، وَمِثْلُهُ ذَكَرَهُ الذَّهَبِيَّ عِنْدَ تَرْجَمَتِهِ لِلْإمَامِ الرِّضَا (عَلَيْهِ السَّلَّامَ)، حَيْثُ قَالَ: (وَقَدْ كَانَ عَلِيُّ الرِّضَا كَبِيرَ الشَّأْنِ أَهلاً لِلْخِلَاَفَةِ)[ سِيَرُ أَعْلَاَمِ النُّبَلاءِ: 392]، وَأَيْضًا فِي تَرْجَمَتِهِ لِلْإمَامِ الصَّادِقِ (عَلَيْهِ السُّلَّامُ)، حَيْثُ قَالَ: (كَانَ أوْلَى بِالْأَمْرِ مِنْ أَبِي جَعْفَرِ الْمَنْصُورِ)[ سِيَرُ أَعْلَاَمِ النُّبَلاءِ: 120]، فَمِثْلُ هَذَا الْكَلَاَمِ- مِنَ الذَّهَبِيِّ- يَكَشِفُ بِكُلِّ وُضُوحٍ عَنْ مَعْرِفَةِ عُلَمَاءَ أهْلِ السُّنَّةِ بإستحقاقِ أئِمَّةِ أهْلِ الْبَيْتِ (عَلَيْهُمِ السَّلَّامَ) لِلْخِلَاَفَةِ السِّيَاسِيَّةِ إضَافَةً لِإمَامَتِهِمُ الدِّينِيَّةِ وَأَنَّ هَذَا مُسْتَفَادُ مِنْ أَحَادِيثِ رَسُولِ اللهِ (ص) فِي حَقِّهِمْ، كَحَديثِ الثَّقَلَيْنِ وَغَيْرِهِ،، وَإِلَّا مَا الْوَجْهُ فِي إقْحَامِ مَوْضُوعِ الْخِلَاَفَةِ فِي تَرْجَمَةِ عَالِمٍ أَوْ إمَامٍ مِنْ أئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلِمَاذَا لَمْ نَشْهَدْ مِثْلَ هَذَا الْإقْحَامِ فِي تَرْجَمَةِ غَيْرِهِم مِنْ عُلَمَاءٍ وَأئِمَّةِ الْمَذَاهِبِ؟!!
وَعَنِ اِبْنِ حَجَرِ الْهَيْتَمِيُّ فِي " الصَّوَاعِقِ الْمُحْرِقَةِ": (مُوسَى الْكَاظِمُ: وَهُوَ وَارِثُهُ [أَيَّ وَارِثُ جَعْفَرِ الصَّادِقِ] عِلْمًا وَمَعْرِفَةً وَكَمَالًا وَفَضْلًا، سُمِّيَ الْكَاظِمَ لِكَثْرَةِ تَجَاوُزِهِ وَحُلْمِهِ، وَكَانَ مَعْرُوفَا عِنْدَ أهْلِ الْعِرَاقِ بِبَابِ قَضَاءِ الْحَوَائِجِ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ أَعَبْدَ أهْلِ زَمَانِهُ وَأَعْلَمَهُمْ وَأَسْخَاهُمْ).
[الصَّوَاعِقُ الْمُحْرِقَةُ، ص 307]
وَعَنْ أَبِي عَلِيّ الْخِلَاَلِ- شَيْخِ الْحَنَابِلَةِ-، قَالَ: ( مَا أَهَمَّنِي أَمْرٌ فَقَصَدَتُ قَبْرَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ فَتَوَسَّلَتُ بِهِ، إِلَّا سَهَّلَ اللهُ تَعَالَى لِي مَا أحِبُّ).
[تَأْرِيخُ بَغْدَادِ 1: 120]
هَؤُلَاءِ أئِمَّتِي..
فَجِئْنِي بِمِثْلِهِمُ يَوْمَ تَجْمَعُناُ ياجريرُ الْمُجَامِعَ
(عَظَّمَ اللهُ أَجَوْرَكُمْ بِشَهَادَةِ رَاهِبِ بَنِي هَاشِمَ)
وَدُمْتُم سَالِمِينَ.
اترك تعليق