تَقُولُونَ عَلِيٌّ بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، هَارُونُ ذُكِرَ فِي القُرآنِ وَعَلِيٌّ لَمْ يُذكَرْ؟!!
سَلَامَةُ/: تَزعُمُونَ أَنَّ عَلِيَّ ٱبْنَ أَبي طَالِبٍ مَنزِلَتُهُ مِنَ النَّبِيِّ بِمَنزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، وفِي القُرآنِ الكَريمِ نَجِدُ أَنَّهُ قَرَنَ ذِكرَ مُوسَى مَعَ ذِكرِ هَارُونَ، وذُكِرَ مُوسَى في القُرآنِ (١٣١) مَرَّةً، وذُكِرَ هَارُونُ (٢٠) مَرَّةً، وعِندَما يُذكَرُ النَّبِيُّ ﴿صَلَّى ٱللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ﴾ لا يُذكَرُ عَلِيُّ ٱبْنُ أَبِي طَالِبٍ مَعَهُ، وقَد ذُكِرَ النَّبِيُّ بِٱسْمِهِ (٤) مَرَّاتٍ وبِٱسْمِ النُّبُوَّةِ والرِّسَالَةِ كَثِيراً، ولَمْ يُذكَرْ عَلِيُّ ٱبْنُ أَبي طَالِبٍ ولَا مَرَّةً واحِدَةً لِمَاذا؟ والجَمِيعُ بِمَنزِلَةٍ واحِدَةٍ؟ أَينَ عُقُولُكُم؟
الأَخُ سَلَامَةُ:
السَّلَامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُهُ:-
إِن كُنتَ تَقصُدُ مِن عَدَمِ ذِكرِ عَلِيٍّ ﴿عَلَيهِمُ السَّلَامُ﴾ في القُرآنِ مُطلَقَاً فأَنتَ تَجهَلُ القُرآنَ إِذَنْ ولَا تَعرِفُ آياتِ القُرآنِ الكَريمِ، فَقَد ذُكِرَ عَلِيٌّ ﴿عَلَيهِمُ السَّلَامُ﴾ كِنايَةً في آياتٍ كَثِيرَةٍ وكانَ (صَلَوَاتُ ٱللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيهِ) سَبَبَاً لِنُزُولِ آياتٍ كَثِيرَةٍ بإجماع المُسلِمِينَ، ولِنَذكُرَ لَكَ شَيئَاً مِن ذَلِكَ:
1- قَولُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ المَائِدَةُ: 55.
فَقَدْ أَجمَعَ المُفَسِّرُونَ بأَنَّ المُرادَ بِقَولِهِ تَعَالَى: ﴿الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ هو عَلِيٌّ ﴿عَلَيهِمُ السَّلَامُ﴾:
1- قالَ القاضِي عَضُدُ الدِّينِ الأَيجِي في كِتابِهِ (المَوَاقِفُ في عِلمِ الكَلامِ): ((وَأَجمَعَ أَئِمَّةُ التَّفسِيرِ أَنَّ المُرادَ عَلِيٌّ)) [المَواقِفُ في عِلمِ الكَلامِ 3: 641].
2- قالَ الشَّريفُ الجُرجانِي في (شَرحُ المَوَاقِفِ). ((وَقَد أَجمَعَ أَئِمَّةُ التَّفسِيرِ عَلَى أَنَّ المُرادَ بـ: ﴿الذَّينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ﴾ إِلى قَولِهِ تَعَالَى ﴿وَهُم رَاكِعُونَ﴾ عَلِيٌّ، فَإِنَّهُ كانَ في الصَّلَاةِ رَاكِعَاً فَسَأَلَهُ سَائِلٌ فَأَعطَاهُ خَاتَمَهُ، فَنَزَلَتِ الآيَةُ)).
[شَرحُ المَوَاقِفِ 3: 641].
3- قَالَ سَعدُ الدِّينِ التَّفتَازَانِيُّ في (شَرحِ المَقَاصُدِ): ((نَزَلَتْ بِٱتِّفاقِ المُفَسِّرينَ في عَلِيِّ ٱبْنِ أَبي طَالِبٍ - رَضِي ٱللهُ عَنهُ - حِينَ أَعطَى خَاتَمَهُ وهُو راكِعٌ في صَلَاتِهِ)) [شَرحُ المَقاِصدِ 2: 288].
4- قَالَ القَوشَجِيّ في (شَرحِ تَجْريدِ الإِعتِقادِ): ((إِنَّهَا نَزَلَتْ بِٱتِّفاقِ المُفَسِّرينَ في حَقِّ عَلِيِّ ٱبْنِ أَبي طَالِبٍ حِينَ أَعطَى السَّائِلَ خَاتَمَهُ وهُو راكِعٌ في صَلَاتِهِ)).
[شَرحُ تَجريدِ الإِعتِقادِ: 368].
5- وقَالَ ٱبْنُ حَجَرٍ الهَيثَمِيّ في (الصَّوَاعِقِ المُحرِقَةِ): ((وقَدْ أَجمَعَ أَهلُ التَّفسِيرِ عَلَى أَنَّ المُرَادَ بالَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ ويُؤتُونَ الزَّكاةَ وهُم راكِعُونَ، عَلِيٌّ، إِذْ سَبَبُ نُزُولِهَا أَنَّهُ سُئِلَ وهُو راكِعٌ فأَعطَى خَاتَمَهُ)).
[الصَّوَاعِقُ المُحرِقَةُ: 120].
2- قَولُهُ تَعَالَى: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ آلُ عِمرَانَ: 57.
رَوَى مُسلِمٌ في صَحِيحِهِ: عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعدِ بْنِ أَبي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهِ... ولَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿فَقُلْ تَعَالَوا نَدْعُ أَبنَاءَنا وأَبنَاءَكُم﴾ دَعَا رَسُولُ ٱللهِ (صَلَّى ٱللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ) عَلِيَّاً وفَاطِمَةَ وحَسَنَاً وحُسَينَاً فَقَالَ ٱللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهلِي [صَحِيحُ مُسلِمٍ 7: 121].
ورَوَى الحاكِمُ في مُستَدرَكِهِ عَن عامِرِ بْنِ سَعدٍ، عَن أَبِيهِ قالَ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿تَعَالَوا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ﴾ دَعَا رَسُولُ ٱللهِ ﴿صَلَّى ٱللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ﴾ عَلِيَّاً وَفَاطِمَةَ وَحَسَنَاً وَحُسَينَاً فَقَالَ: (ٱللَّهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهلِي). قالَ الحاكِمُ: هَذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرطِ الشَّيخَينِ. ووَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ. [المُستَدرَكُ عَلَى الصَّحِيحَينِ 3: 150].
وقالَ ٱبْنُ أَبي حاتِمِ الرَّازِيّ في تَفسِيرِهِ: عَنْ أَبي جَعفَر:*(وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ)* قالَ: النَّبِيُّ وَعَلِيٌّ [تَفسِيرُ القُرآنِ العَظِيمِ 2: 668].
وقَد شَهِدَ ٱبْنُ أَبي حاتِمٍ عَلَى تَفسِيرِهِ بِأَنَّهُ لا يُورِدُ فِيهِ إِلاَّ الأَحادِيثَ الصَّحِيحَةَ كمَا جاءَ في مُقَدِّمَةِ تَفسِيرِهِ ص 14.
قالَ السِّيُوطِيّ في "اللَّآلِئِ المَصنُوعَةِ" عِندَ تَعَرُّضِهِ لِذِكرِ أَحَدِ الأَحادِيثِ: (وأَخرَجَهُ ٱبْنُ أَبي حاتِمٍ في تَفسِيرِهِ، وقَدِ ٱلْتَزَمَ أَنْ يُخرِجَ فِيهِ أَصَحًّ مَا وَرًدَ، وَلَمْ يُخرِجْ حَدِيثَاً مَوضُوعَاً البَتَّة).
[اللَّآلِئُ المَصنُوعَةُ في الأَحادِيثِ المَوضُوعَةِ 1: 12].
وقالَ الوَاحِدِيُّ في "أَسبَابِ نُزُولِ الآيَاتِ": قالَ الشُّعَبِيُّ: أَبنَاءَنا: الحَسَنُ والحُسَينُ، ونِسَاءَنا: فَاطِمَةُ، وأَنفُسَنا عَلِيُّ ٱبْنُ أَبِي طَالِبٍ (رَضِيَ ٱللهُ عَنهُم).
[أَسبَابُ نُزُولِ الآيَاتِ: 68].
وقالَ السَّمعَانِيّ في تَفسِيرِهِ: وأَنفُسَنا يَعنِي: نَفسُهُ وعَلَيٍّ [تَفسِيرُ السَّمعَانِيّ 1: 327].
وقالَ البَغَوِيُّ: (أَبْنَاءَنَا وأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ) قِيلَ أَبنَاءَنا الحَسَنُ والحُسَينُ ونِسَاءَنا فَاطِمَةُ وأَنفُسَنا عَنَى نَفسَهُ وعَلِيَّاً (رَضِيَ ٱللهُ عَنهُ والعَرَبُ تُسَمِّي ٱبْنَ عَمِّ الرَّجُلِ نفسَهُ.
[تَفسِيرُ البَغَوِيّ 1: 310]
3- قَولُهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾ الأَحزَابُ: 422.
رَوَى مُسلِمٌ في صَحِيحِهِ: عَن صَفِيَّة بِنتِ شَبية قالَت: قالَت عَائِشَةُ خَرَجَ النَّبِيُّ ﴿صَلَّى ٱللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ﴾ غَدَاةً وعَلَيهِ مَرطٌ مرحل مِنْ شَعرٍ أَسوَدَ، فجاءَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ فأَدخَلَهُ، ثُمَّ جاءَ الحُسَينُ فدَخَلَ مَعَهُ، ثُمَّ جاءَت فاطِمَةُ فأَدخَلَها، ثُمَّ جاءَ عَلِيٌّ فأَدخَلَهُ، ثُمَّ قالَ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ ويُطَهِّرَكمُ تَطهِيرَاً﴾.
[صَحِيحُ مُسلِمٍ 7: 130].
ورَوَى الحاكِمُ في مُستَدرَكِهِ عَن عَطاءِ بْنِ يَسارٍ عَن أُمِّ سَلَمَة (رَضِيَ ٱللهُ عَنهَا) أَنَّهَا قالَت في بَيتِي نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ﴾، قالَت فأَرسَلَ رَسُولُ ٱللهِ ﴿صَلَّى ٱللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ﴾ إِلى عَلِيٍّ وفاطِمَةَ والحَسَنِ والحُسَينِ (رَضوَانُ ٱللهِ عَلَيهِم أَجمَعِينَ) فَقَالَ: ٱللَّهم هَؤُلَاءِ أَهلُ بَيتِي.
قالَ الحاكِمُ: هَذا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرطِ البُخارِيّ وَلَمْ يُخرِجَاهُ. ووَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ.
[المُستَدرَكُ عَلَى الصَّحِيحَينِ 2: 416].
4- قَولُهُ تَعَالَى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ الشُّورَى : 23.
عَن َأبي الطُّفَيلِ قالَ: خَطَبَنا الحسنُ بنُ عَلِيِّ ٱبْنِ أَبي طالبٍ، فَحَمَدَ ٱللهَ وأَثنَى عَلَيهِ، وذَكَرَ أَميرَ المُؤمِنِينَ عَلِيَّاً _ رَضِيَ ٱللهُ عَنهُ _ خاتَمَ الأَوصِياءِ وَوَصِيَ الأَنبِياءِ وأَمِينَ الصِّدِّيقِينَ والشُّهَداءِ، ثُمَّ قالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ لَقَد فارَقَكُم رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ الأَوَّلُونَ ولَا يُدرِكُهُ الآخِرُونَ، لَقَد كانَ رَسُولُ ٱللهِ ﴿صَلَّى ٱللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ﴾ يُعطِيهِ الرَّايةَ فيُقاتِلُ جِبرِيلُ عَن يَمِينِهِ، ومِيكائِيلُ عَن يَسارِهِ، فمَا يَرجِعُ حتَّى يَفتَحَ ٱللهُ عَلَيهِ، ولَقَد قَبَضَهُ ٱللهُ في اللَّيلَةِ الَّتي قَبَضَ فِيها وَصِيَّ مُوسَى، وعَرَجَ بِرُوحِهِ في اللَّيلَةِ الَّتي عَرَجَ فِيها بِرُوحِ عِيسَى بْنِ مَريَمَ وفى اللَّيلَةِ الَّتي أَنزَلَ ٱللهُ عَزَّ وجَلَّ فِيها الفُرقانَ، وٱللهِ مَا تَرَكَ ذَهَبَاً ولا فِضَّةً ومَا في بَيتِ مَالِهِ إِلَّا سَبعُمَائَةٌ وخُمسُونَ دِرهَمَاً فَضُلَت مِن عَطَائِهِ أَرادَ أَنْ يَشتَري بِها خادِماً لأُمِّ كُلثُوم، ثُمَّ قالَ: مَن عَرَفَني فَقَد عَرَفَني ومَن لَمْ يَعرِفْني فَأَنا الحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ﴿صَلَّى ٱللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ﴾، ثُمَّ تَلَا هَذهِ الآيَةَ قَولَهُ يُوسُفَ ﴿وَٱتَّبَعتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبرَاهِيمَ وَإِسحَٰقَ وَيَعقُوبَ﴾، ثُمَّ أَخَذَ في كِتابِ ٱللهِ، ثُمَّ قالَ: أَنَا ٱبْنُ البَشِيرِ أَنَا ٱبْنُ النَّذِيرِ وأَنَا ٱبْنُ النَّبِيِّ أَنَا ٱبْنُ الدَّاعِي إِلى ٱللهِ بِإِذنِهِ وأَنَا ٱبْنُ السِّرَاجِ المُنِيرِ وأَنَا ٱبْنُ الَّذي أُرسِلَ رَحمَةً لِلعالَمِينَ وأَنَا مِن أَهلِ البَيتِ الَّذِينَ أَذهَبَ ٱللهُ عَنهُمُ الرِّجسَ وَطَهَّرَهُم تَطهِيرَاً وأَنَا مِن أَهلِ البَيتِ الَّذِينَ ٱفْتَرَضَ ٱللهُ عَزَّوجَلَّ مَوَدَّتَهُم ووَلَايَتَهُم، فَقَالَ: فِيمَا أُنزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ ﴿صَلَّى ٱللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ﴾: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُم عَلَيهِ أَجْرَاً إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُربَى﴾ وفِي رِوَايَةٍ وفِيها قَتَلَ يُوشَعُ بْنُ نُون فَتَى مُوسَى. رَوَاهُ الطَّبرَانِيُّ فِي الأَوسَطِ والكَبيرِ بِٱخْتِصارٍ إِلَّا أَنَّهُ قالَ لَيلةُ سَبعٍ وعِشرينَ مِن رَمَضَانَ، وأَبُو يَعلَى بِٱخْتِصارٍ والبَزَّارُ بِنَحوِهِ إِلَّا أَنَّهُ قالَ ويُعطِيهِ الرَّايَةَ فإِذا حَمَى الوَغَى فقَاتَلَ جِبريلُ عَن يَمِينِهِ وقالَ كانَت إِحدَى وعِشرينَ مِن رَمَضَانَ. ورَوَاهُ أَحمَدُ بِٱخْتِصارٍ كَثِيرٍ وإِسنادُ أَحمَدَ وبَعضِ طُرُقِ البَزَّارِ والطَّبرَانِيّ فِي الكَبِيرِ حِسَانٌ.
[مَجمَعُ الزَّوَائِدِ 9: 146].
قَالَ الخَطِيبُ التَّبرِيزِيُّ فِي "الإِكمَالِ":(وأَخرَجَهُ الحَاكِمُ فِي (المُستَدرَكِ) (٣ / 172) وأَخرَجَ أَحمَدُ بَعضَ أَطرَافِهِ، والحَدِيثُ: صَحِيحٌ بِشَوَاهِدهِ. إِنتَهَى [الإِكمَالُ فِي أَسمَاءِ الرِّجَالِ: 43]، ورَاجِعْ: التَّعلِيقَاتِ الحِسَانَ عَلَى صَحِيحِ ٱبْنِ حَبَّان – مُحَمَّدِ نَاصِرِ الدِّينِ الأَلبَانِيِّ – ج 10 ص 74.
وَتُوجَدُ آيَاتٌ أُخرَى غَيرُهَا كَثِيرَةٌ جَاءَتْ بِحَقِّ عَلِيٍّ ﴿عَلَيهِمُ السَّلَامُ﴾ وبِحَقِّ أَهلِ بَيتِهِ الكِرامِ، والكِنَايَةُ أَبلَغُ مِنَ التَّصرِيحِ، كمَا يُقَالُ فِي بَلَاغَةِ العَرَبِ،
وَقَدْ أَلَّفَ بَعضُهُم كِتابَاً أَسمَاهُ (١١٠ آياتٍ نَزَلَتْ فِي حَقِّ عَلِيٍّ ﴿عَلَيهِمُ السَّلَامُ﴾) لِمُؤَلِّفِهِ مَحمُوِد مُرادٍ الحَائِرِيِّ.. ولَا يَستَغرِبَنَّ أَحَدٌ نُزُولَ هَذا العَدَدِ مِنَ الآيَاتِ فِي عَلِيٍّ ﴿عَلَيهِمُ السَّلَامُ﴾، فَأَمِيرُ المُؤمِنِينَ عَلِيٌّ ﴿عَلَيهِمُ السَّلَامُ﴾ هُو سَيفُ الإِسلَامِ الخَالِدِ، ورَبِيبُ رَسُولِ ٱللهِ ﴿صَلَّى ٱللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ﴾، ونَفْسُهُ بِنَصِّ آيَةِ المُبَاهَلَةِ الَّتِي تَقَدَّمَ ذِكرُهَا، فَكَيفَ لَا تَكُونُ لَهُ كُلُّ هَذِهِ الفَضَائِلِ؟!!
وَدُمتُم سَالِمِينَ
اترك تعليق