المهديُّ المنتظرُ حقيقةٌ ثابتةٌ شاءَ الُمرجفونَ أم أبَوا
أبو عبدِ الرّحمن/: مسألةُ النّصِّ على الأئمّةِ تنتهِي بالشّيعةِ إلى الإيمانِ بالوَهمِ، فقضيّةُ النّصِّ على الأئمّةِ بأنّهُم إثنا عشرَ فقَط إنتهَتْ بالشّيعةِ اليومَ إلى الإيمانِ بهذا المُنتظرِ الذي لا يُسمَعُ لهُ حسٌّ ولا خَبر، ولا يُرى لهُ عينٌ ولا أثر، ولو كانَ للنّاسِ فيهِ حاجةٌ لبقيَ رسولُ اللهِ وهوَ أفضلُ منهُ، ولكنَّ الأمّةَ في غِنىً بقرآنهَا وسنّةِ نبيّهَا عَن كلِّ منتظَرٍ موهومٍ وكتابٍ مزعومٍ، وقَد ردَّ عليهِم عليُّ الرّضَا – والذي يدّعونَ إمامتهُ – بردٍّ هوَ مِن أبلغِ الرّدودِ وأقواهَا بَل هوَ عينُ الحقِّ والصّوابِ فِي هذهِ المسألةِ، والشّيعةُ تنقلهُ فِي أوثقِ كتبهَا فِي الرّجالِ، حيثُ قالَ: "لو كانَ اللهُ يمدُّ فِي أجلِ أحدٍ مِن بنِي آدمَ لحاجةِ الخلقِ إليهِ لمدَّ اللهُ فِي أجَلِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلّمَ". [رِجالُ الكشِّيِّ: ص 458].
الأخُ ابو عبد الرّحمن, السّلامُ عليكُم
موضوعُ المهديِّ المنتظَرِ (عليهِ السّلامُ) كعقيدةٍ هوَ حقيقةٌ ثابتةٌ صَدعَ بهَا أهلُ السّنّةِ قبلَ الشّيعةِ فِي كتبهِم.
قالَ إبنُ حجرٍ فِي "فتحِ البارِي": (تَوَاتَرتِ الْأَخْبَارُ بِأَنَّ الْمَهْدِيَّ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَأَنَّ عِيسَى يُصَلِّي خَلْفَهُ). [فتحُ الباري شرحُ صحيحِ البخاري لابنِ حجرٍ 6:494].
وجاءَ عنِ إبنِ قيّمٍ الجوزيّةِ فِي كتابهِ "إغاثةُ اللّهفانِ": (والأممُ الثّلاثُ تنتظرُ مُنتظراً يخرجُ فِي آخرِ الزّمانِ، فإنّهُم وعِدُوا بهِ في كلِّ ملّةٍ، والمسلمونَ ينتظرونَ نزولَ المسيحِ عيسَى إبنِ مريمَ منَ السّماءِ لكسرِ الصّليبِ، وقَتلِ الخنزيرِ، وقَتلِ أعدائهِ منَ اليهودِ، وعُبّادهِ منَ النّصارى، وينتظرونَ خروجَ المهديِّ مِن أهلِ بيتِ النّبوّةِ، يملأُ الأرضَ عدلاً كمَا مُلِئَت جوراً). [إغاثةُ اللّهفانِ مِن مصائدِ الشّيطانِ: 1097].
وجاءَ عنِ إبنِ تيميّةَ فِي كتابهِ "مِنهاجُ السّنّةِ النّبويّةِ": (إنَّ الأحاديثَ التي يُحتَجُّ بهَا على خروجِ المهديِّ أحاديثُ صحيحةٌ، رواهَا أبو داودَ والتّرمذي وأحمدَ وغيرهُم). [منهاجُ السّنّةِ النّبويّةِ 8:254].
وصرّحَ الشّيخُ الألبانيُّ فِي "سِلسلةِ الأحاديثِ الصّحيحةِ" الجزءِ الرّابعِ، الصّفحةِ 43 بأنَّ مُنكِرَ عقيدةِ المهديِّ وخروجهِ التي تواترَ ذِكرُهَا فِي الأحاديثِ الصّحيحةِ هوَ كمَنْ أنكرَ ألوهيّةَ اللهِ عزَّ وجلَّ .
يبقَى الكلامُ بأنَّ المهديَّ (عليهِ السّلامُ) هَل هوَ مولودٌ أم أنّهُ سَيولدُ فِي آخرِ الزّمانِ وحينَ ظهورهِ المُباركِ؟
يوجدُ قولانِ: قالَ أهلُ السّنّةِ أنّهُ سيولدُ عندَ ظهورهِ.
بينمَا تقولُ الشّيعةُ الإماميّةُ أنّهُ مولودٌ وهوَ حيٌّ غائبٌ، وقَد أثبتُوا دعواهُم هذهِ بأدلّةٍ كثيرةٍ مِن إعترافِ علماءِ أهلِ السّنّةِ وإعترافِ علماءِ الأنسابِ بولادتهِ المباركةِ. وعلى سبيلِ المثالِ نذكرُ هذهِ الأقوالَ التي صدحَتْ بالولادةِ والغَيبةِ مِن علماءِ أهلِ السّنّةِ:
فقَد شَهدَ علماءُ الأنسابِ والمتخصِّصونَ مِن أهلِ السّنّةِ بولادةِ الإمامِ المهديِّ عليهِ السّلامُ، وأنّهُ إبنُ الإمامِ الحسنِ العسكريِّ (عليهِ السّلامُ)، ونذكرُ منهُم بحسبِ التّسلسلِ الزّمنيِّ:
1- النّسّابةُ الشّهيرُ أبو نصرٍ سهلُ بنُ عبدِ اللهِ بنُ داودَ بنِ سليمانَ البخاريِّ، مِن أعلامِ القرنِ الرّابعِ الهجريِّ، والذي كانَ حيّاً سنةَ (341هـ)، وهوَ مِن أشهرِ علماءِ الأنسابِ المعاصرينَ لغَيبةِ الاِمامِ المهديِّ الصّغرى التي انتهَتْ سنةَ 329هـ.
قالَ فِي "سِرِّ السّلسلةِ العلويّةِ": ((وَولَدَ عليٌّ بنُ محمّدٍ التّقيُّ عليهِ السّلامُ: الحسنَ إبنَ عليٍّ العسكريِّ عليهِ السّلامُ مِن أُمِّ ولدٍ نوبيّةٍ تُدعَى: ريحانة، وولِدَ سنةَ إحدى وثلاثينَ ومائتينِ وقُبضَ سنةَ ستّينَ ومائتينِ بسامرّاءَ، وهوَ إبنُ تسعٍ وعشرينَ سنةً. وولَدَ عليٌّ بنُ محمّدٍ التّقيُّ عليهِ السّلامُ جعفراً وهوَ الذي تُسمّيهِ الاِماميّةُ جعفرَ الكذّابَ، وإنّمَا تسمّيهِ الاِماميّةُ بذلكَ؛ لإدّعائهِ ميراثَ أخيهِ الحسنِ عليهِ السّلامُ دونَ إبنهِ القائمِ الحجّةِ عليهِ السّلامُ. لا طعنَ فِي نَسبهِ)). إنتهى
2- النّسابةُ العمريُّ المشهورُ مِن أعلامِ القرنِ الخامسِ الهجريِّ والذي قالَ مَا نصُّهُ فِي [المُجدِي فِي أنسابِ الطّالبيينَ: 130]: ((وماتَ أبو محمّدٍ عليهِ السّلامُ وولدهُ مِن نرجسَ عليهَا السّلامُ معلومٌ عندَ خاصّةٍ أصحابهِ وثقاتِ أهلهِ، وسنذكرُ حالَ ولادتهِ والاَخبارَ التي سَمعناهَا بذلكَ، وامتُحِنَ المؤمنونَ بَل كافّةُ النّاسِ بغَيبتهِ، وشَرِهَ جعفرٌ بنُ عليٍّ إلى مالِ أخيهِ وحالهِ فدفعَ أنْ يكونَ لهُ ولدٌ، وأعانَهُ بعضُ الفراعنةِ على قبضِ جوارِي أخيهِ)). إنتهى
3- الفخرُ الرّازيّ الشّافعيّ (ت:606 هـ)، قالَ فِي كتابهِ "الشّجرةُ المباركةُ فِي أنسابِ الطّالبيّةِ" تحتَ عنوانِ: أولادُ الإمامِ العسكريِّ عليهِ السّلامُ مَا هذا نصُّهُ: ((أمّا الحسنُ العسكريُّ الإمامُ عليهِ السّلامُ فلهُ إبنانِ وبنتانِ: أمّا الإبنانِ، فأحدُهمَا: صاحبُ الزّمانِ عجّلَ اللهُ فرجهُ الشّريفَ، والثّانِي موسَى دَرجَ فِي حياةِ أبيهِ. وأمَّا البنتانِ: ففاطمةُ درجَتْ فِي حياةِ أبيهَا، وأمُّ موسَى درجَتْ أيضاً)). إنتهى
4ـ محمّدٌ أمينُ السّويديُّ (ت:1246 هـ) قالَ فِي "سبائكِ الذّهبِ فِي معرفةِ قبائلِ العربِ": ((مُحمَّدٌ المهديُّ: وكانَ عمرهُ عندَ وفاةِ أبيهِ خمسَ سنينٍ، وكانَ مربوعَ القامةِ، حسنَ الوجهِ والشَّعرِ، أقنى الأنفِ، صبيحَ الجبهةِ)). إنتهى
5- نسّابةُ المدينةِ المنوّرةِ: أنسٌ بنُ يعقوبَ الكتبيّ (معاصرٌ)، صرّحَ فِي كتابهِ "الأصولُ فِي ذريّةِ البضعةِ البتولِ" بالنّسبِ كاملاً للإمامِ المهديِّ عليهِ السّلامُ وأنّهُ إبنُ الحسنِ العسكريِّ (عليهِ السّلامُ)، حيثُ قالَ: ((محمّدٌ المهديُّ: وهوَ محمّدٌ المهديُّ بنُ الحسنِ العسكريّ بنِ عليٍّ الهادِي بنِ محمّدٍ الجوادِ بنِ عليٍّ الرّضَا بنِ موسى الكاظمِ بنِ جعفرٍ الصّادقِ بنِ محمّدٍ الباقرِ بنِ عليٍّ زينِ العابدينَ بنِ الحُسينِ الشّهيدِ بنِ عليٍّ بنِ أبي طالبٍ عليهمَا السّلامُ)). إنتهى
وصرّحَ فِي موضعٍ آخرَ بغَيبتهِ وإختفائهِ، حيثُ قالَ: ((ومِنَ الثّابتِ عندَ أهلِ العلمِ مِن متقدّمينَ ومتأخّرينَ إنقطاعُ خبرهِ، وعدمُ معرفةِ قبرهِ ولا مكانهِ)). إنتهى
فهذهِ أقوالُ جملةٍ يسيرةٍ مِن علماءِ الأنسابِ المشهورينَ مِن أهلِ السّنّةِ على مرِّ القرونِ يُثبتونَ الولادةَ الميمونةَ للإمامِ المهديِّ عليهِ السّلامُ وأنّهُ إبنُ الإمامِ الحسنِ العسكريِّ عليهِ السّلامُ.
وأمَّا إعترافُ المحدّثينَ والعلماءِ مِن أهلِ السّنّةِ بهذهِ الولادةِ فحدِّثْ ولا حرَج، فقَد أحصَى السّيّدُ ثامرٌ العميديُّ فِي كتابهِ "دفاعٌ عنِ الكافِي" 128 عالماً مِن علماءِ أهلِ السّنّةِ مِن فقهاءَ ومحدّثينَ ومفسّرينَ وغيرهِم، وعلى مرِّ القرونِ، ممَّنْ إعترفَ بهذهِ الولادةِ المباركةِ.
ونذكرُ هُنا جملةً منهُم معَ الإشارةِ إلى المصدرِ والصّفحةِ فقَط، وحسبَ التّسلسلِ الزّمنيِّ:
1 ـ إبنُ الأثيرِ الجزريّ (ت :630 هـ) فِي كتابهِ (الكاملُ فِي التّاريخِ 274:7، آخرَ حوادثِ سنةَ 260 هـ.).
2 ـ إبنُ الخشَّابِ البغداديّ المؤرّخِ (ت: 643 هـ) فِي (تاريخُ مواليدِ الأئمّةِ:6).
3 ـ محمّدٌ بنُ طلحةَ الشّافعيّ (ت: 652 هـ) فِي (مطالبُ السَّؤولِ فِي مناقبِ آلِ الرّسولِ :88).
4ـ محمّدٌ بنُ يوسفَ الكنجيّ الشّافعيّ (ت: 658 هـ) فِي (البيانُ فِي أخبارِ صاحبِ الزّمانِ:336).
5- إبنُ خلِّكانَ (ت: 681 هـ) فِي (وفيّاتُ الأعيانِ 176:4، الرّقم 562).
6 ـ شمسُ الدّينِ الذّهبيِّ (ت :748 هـ) فِي كتبهِ: العبَرُ، وتاريخُ دولِ الإسلامِ، وسيرُ أعلامِ النّبلاءِ (العِبرُ 31:3. تاريخُ دولِ الإسلامِ 113 حوادثُ سنواتِ (251 ـ 260 هـ). سيرُ أعلامِ النّبلاءِ 119:13، الرّقمُ 60).
7 ـ إبنُ الورديِّ (ت :749 هـ) فِي ذيلِ تتمّةِ المختصَرِ، المعروفِ بـ تاريخِ إبنِ الورديّ (نقلَ ذلكَ عنهُ الشّبلنجيّ فِي نورِ الأبصارِ 186).
8 ـ إبنُ الصّبّاغِ المالكيّ (ت: 855 هـ) فِي (الفصولِ المهمّةِ : 273)
9 ـ عبدُ الوهّابِ الشّعرانِي (ت: 973 هـ) فِي اليواقيتِ والجواهرِ (اليواقيتُ والجواهرِ 145:3).
10 ـ إبنُ حجرٍ الهيثميّ الشّافعيّ (ت :974 هـ) فِي (الصّواعقُ المحرقةُ:207).
11 ـ الشّبراويّ الشّافعيّ (ت :1171 هـ) فِي (الإتحافُ بحبِّ الأشرافِ:68).
12 ـ القندوزيّ الحنفيّ (ت: 1293 هـ) فِي (ينابيعُ المودّةِ 301:3 ـ 306، البابُ 79).
13 ـ مؤمنٌ بنُ حسنٍ الشّبلنجيّ (ت :1308 هـ) فِي (نورُ الأبصارِ:186).
14 ـ خيرُ الدّينِ الزّركليّ (ت :1396 هـ) فِي كتابهِ (الأعلامُ 80:6).
وراجِع بقيّةَ الأسماءِ (وهُم بالعشراتِ) فِي المصدرِ المتقدّمِ.
هذا، وقَد أحصَى الشّيخُ مهدي فقيه إيماني فِي كتابهِ (المهديُّ فِي نهجِ البلاغةِ) مَا يزيدُ عَن (100) شخصيّةٍ مِن علماءِ أهلِ السّنّةِ، صرّحَت بولادتهِ (عجّلَ اللهُ فرجهُ)، فراجِعْ مَا أفادهُ.
أمّا الرّواياتُ مِن مختلفِ المصادرِ السّنيّةِ والشّيعيّةِ معاً، فقَد أحصَى بعضُ المحقّقينَ المعاصرينَ (آيةُ اللهِ العُظمى الشّيخُ الصّافِي الكلبايكاني) أكثرَ مِن ثلاثةِ آلافٍ وسبعمائةِ روايةٍ وردَتْ بحقِّ الإمامِ المهديّ (عليهِ السّلامُ) فِي مُختلفِ أحوالهِ، مِن مُختلفِ المصادرِ، وهيَ تدلُّ بالدّلالةِ المطابقيّةِ والإلتزاميّةِ، وبعدَ الجمعِ العرفيِّ بينَ المرويّاتِ، على ولادتهِ (عليهِ السّلامُ)، وإليكَ تفصيلهَا:
1: الرّواياتُ التي تبشّرُ بظهورهِ (عجّلَ اللهُ فرجهُ):657 روايةً.
2: الرّواياتُ التي تُبيّنُ أنّهُ يملأ الأرضَ عدلاً وقسطاً : 123 روايةً.
3: الرّواياتُ التي تُثبتُ أنّ المهديَّ المنتظَرَ مِن أهلِ البيتِ: 389 روايةً.
4: الرّواياتُ التي تُبيّنُ أنّهُ مِن ولدِ أميرِ المؤمنينَ (عليهِ السّلامُ): 214 روايةً.
5: الرّواياتُ التي تُثبتُ أنّهُ مِن ولدِ فاطمةَ الزّهراءَ (عليهمَا السّلامُ): 192 روايةً.
6: الرّواياتُ التي تَقولُ أنّهُ مِن ولدِ الإمامِ الحسينِ (عليهِ السّلامُ): 185 روايةً.
7: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ التّاسعُ مِن ولدِ الإمامِ الحسينِ (عليهِ السّلامُ): 148 روايةً.
8: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ مِن ولدِ عليٍّ بنِ الحسينِ (عليهمَا السّلامُ): 85 روايةً.
9: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ مِن ولدِ محمّدٍ الباقرِ (عليهِ السّلامُ): 103 روايةً.
10: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ مِن ولدِ الصّادقِ (عليهِ السّلامُ): 103 روايةً.
11: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ السّادسُ مِن ولدِ الصّادقِ (عليهِ السّلامُ): 99 روايةً.
12: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ مِن ولدِ موسَى بنِ جعفرٍ (عليهمَا السّلامُ): 101 روايةً.
13: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ الخامسُ مِن ولدِ موسَى بنِ جعفرٍ (عليهمَا السّلامُ): 98 روايةً.
14: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ الرّابعُ مِن ولدِ عليٍّ بنِ موسَى الرّضَا (عليهِ السّلامُ): 95 روايةً.
15: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ الثّالثُ مِن ولدِ محمّدٍ بنِ عليٍّ التّقيّ (عليهِ السّلامُ): 90 روايةً.
16: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ مِن ولدِ عليٍّ الهادِي (عليهِ السّلامُ): 90 روايةً.
17: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ إبنُ أبي محمّدٍ الحسنِ العسكريّ (عليهِ السّلامُ): 146 روايةً.
18: الرّواياتُ التي تقولُ أنّهُ الثّانِي عشرَ مِنَ الأئمّةِ وخاتمهُم: 136 روايةً.
19: في ولادتهِ (عليهِ السّلامُ) وتأريخِهَا وبعضِ حالاتِ أمّهِ: 214 روايةً.
20: في أنّ لهُ غيبتينِ: 10 رواياتٍ.
21: في أنّ لهُ غيبةً طويلةً : 91 رواية
22: في أنّهُ طويلُ العمرِ جدّاً: 318 روايةً. [راجِع: منتخبُ الأثرِ فِي الإمامِ الثّانِي عشرَ، ثلاثةُ مجلّداتٍ، آيةُ اللهِ العُظمى لطفُ اللهِ الصّافِي الكلبايكانِيّ].
وممَّنْ صرّحَ بتواترِ رواياتِ ولادتهِ (عليهِ السّلامُ) جملةٌ كبيرةٌ مِن علماءِ الشّيعةِ الإماميّةِ، نشيرُ إلى بعضهِم:
قالَ العلّامةُ الحلّيّ فِي "منهاجِ الكرامةِ": (وقَد تواترَتْ بهِ الشّيعةُ فِي البلادِ المتباعدةِ خَلفاً عَن سلفٍ منَ النّبيِّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) أنّهُ قالَ للحسينِ عليهِ السّلامُ: "هذا إمامٌ إبنُ إمامٍ أخو إمامٍ أبو أئمّةٍ تسعةٍ، تاسعهُم قائمهُم، إسمهُ إسمِي وكُنيَتهُ كُنيتِي يملأُ الأرضَ عدلاً وقِسطاً كمَا مُلِئَت ظلماً وجوراً). [مِنهاجُ الكرامةِ: 177].
وجاءَ فِي كتابِ "الطّرائفِ فِي معرفةِ مذاهبِ الطّوائفِ" لابنِ طاووسَ: (ونقلَ إلينَا سلفُنَا نقلاً متواتراً أنَّ المهديَّ عليهِ السّلامُ المُشارِ إليهِ ولدَ ولادةً مستورةً). [الطّرائفُ فِي معرفةِ مذاهبِ الطّوائفِ: 183].
وقَد أقرَّ العلّامةُ المجلسيُّ فِي "بحارِ الأنوارِ" ما قالهُ السّيّدُ إبنُ طاووسَ فِي هذا الجانبِ. [انظُر: بحارُ الأنوارِ 51: 107].
وفي كتابِ الأربعينَ للشّيخِ الماحوزيّ: (إجماعُ الشّيعةِ رضوانُ اللهِ عليهِم، وتواترُ أخبارهِم بولادتهِ صلواتُ اللهِ عليهِ وعلى آبائهِ، على نحوِ ولادةِ إبراهيمَ وموسَى عليهمَا السّلامُ، وغيرهِمَا ممّا اقتضَتِ المصلحةُ تستّرَ ولادتهِ، وقَد استفاضَتِ الأخبارُ عنهُم باسمهِ ونسبهِ ...). [الأربعونَ: 211].
وفي كتابِ "عقائدُ الإماميّةِ" للشّيخِ المظفّرِ: (هذا المصلحُ المهديّ هوَ شخصٌ معيّنٌ معروفٌ ولدَ سنةَ 256 هجريّةٍ ولا يزالُ حيّاً هوَ إبنُ الحسنِ العسكريّ واسمهُ محمّدٌ. وذلكَ بمَا ثبتَ عنِ النّبيّ وآلِ البيتِ منَ الوعدِ بهِ ومَا تواترَ عندنَا مِن ولادتهِ واحتجابهِ). [عقائدُ الإماميّةِ: 78 و79].
وفِي كتابِ "محاضراتٌ فِي الإلهيّاتِ" للشّيخِ السّبحانيِّ: (كلُّ مَن كانَ لهُ إلمامٌ بالحديثِ، يقفُ على تواترِ البشارةِ عنِ النّبيِّ وآلهِ وأصحابهِ بظهورِ المهديّ فِي آخرِ الزّمانِ (إلى أن يقولَ) مُعتقَدُ الشّيعةِ بفضلِ الرّواياتِ الكثيرةِ هوَ أنّهُ ولدَ فِي سُرَّ مَن رأى عامَ (255) بعدَ الهجرةِ النّبويّةِ، وغابَ بأمرِ اللهِ سبحانهِ سنةَ وفاةِ والدهِ عامَ (260 هـ) وسوفَ يظهرهُ اللهُ سبحانهُ ليتحقّقَ عدلهُ). [محاضراتٌ في الإلهيّاتِ 389 و390].
وفِي "تنزيهِ الشّيعةِ الاثني عشريّةِ" لأبي طالبٍ التّجليليّ التّبريزيّ: (أنّهُ قَد وردَت نصوصٌ متواترةٌ على أنَّ المهديَّ الذي يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً هوَ إبنُ الحسنِ العسكريّ عليهمَا السّلامُ، فقَد وردَ عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ فِي التّصريحِ عليهِ ستّونَ نصّاً، وعَن أبيهِ الحسنِ العسكريّ عليهِ السّلامُ فِي التّصريحِ على ولدهِ المهديّ اثنانِ وأربعونَ نصّاً، وعَن سائرِ الأئمّةِ عليهمُ السّلامُ نصوصٌ كثيرةٌ، فراجِع). [تنزيهُ الشّيعةِ الإثني عشريّةِ 2: 561].
وفِي "مقالاتٌ تأسيسيّةٌ" للسّيّدِ الطّباطبائيّ: (إنَّ بينَ أيدينا أخباراً متواترةً مِن طريقِ العامّةِ والخاصّةِ عنِ النّبيِّ الأكرمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ) وأئمّةِ أهلِ البيتِ عليهمُ السّلامُ تحدّثنَا عَن حياةِ الإمامِ الغائبِ وسيرتهِ، ومِن معالمِ هذهِ السّيرةِ يتبيّنُ أنَّ هذا الإمامَ إبنُ الإمامِ الحسنِ بنِ عليٍّ العسكريّ. وُلِدَ بسامرّاءَ). [مقالاتٌ تأسيسيّةٌ: 271].
وأيضاً مِمَّنْ صرّحَ بتواترِ غيبتهِ (عليهِ السّلامُ)، والتي يُستفادُ منهَا بالدّلالةِ الإلتزاميّة ولادتهُ (عليهِ السّلامُ)؛ لأنَّ الغيبةَ هيَ فرعُ الولادةِ، جملةٌ كبيرةٌ مِن علماءِ الشّيعةِ الإماميّةِ، نذكرُ بعضهُم:
قالَ النّعمانيّ فِي كتابهِ "الغَيبَةُ": (هذهِ الرّواياتُ التي قَد جاءَتْ متواترةً تشهدُ بصحّةِ الغَيبةِ). [الغَيبةُ، للنّعمانيّ 163و164].
وفي كتابِ "الغَيبةُ" للشّيخِ الطّوسيّ: (والأخبارُ فِي هذا المعنَى [أي الغيبةُ] أكثرُ مِن أن تُحصى ذكرنَا طرفاً منهَا لئلّا يطولَ بهَا الكتابُ ... على أنَّ هذهِ الأخبارَ متواترٌ بهَا لفظاً ومعنىً). [الغيبةُ، للطّوسيّ 167-174].
وفِي "كمالِ الدّينِ" للشّيخِ الصّدوقِ: (فالتّصديقُ بالأخبارِ يوجبُ اعتقادَ إمامةِ إبنِ الحسنِ عليهِ السّلامُ على مَا شرحتُ، وأنّهُ قد غابَ كمَا جاءتِ الأخبارُ في الغيبةِ، فإنّهَا جاءَت مشهورةً متواترةً). [كمالُ الدّينِ: 39].
وفي "منتخبُ الأنوارِ المضيئةِ" للسّيّدِ بهاءُ الدّينِ النّجفيّ: (وقَد تواترتِ الأخبارُ ورويتِ الآثارُ عنِ اللهِ تعالى والنّبيّ والأئمّةِ الأحدَ عشرَ الأطهارَ، بالنّصِّ على إمامتهِ وظهورهِ بعدَ غيبتهِ). [منتخبُ الأنوارِ المضيئةِ: 45].
وفي تاجِ المواليدِ (المجموعةُ) للشّيخِ الطّبرسيّ يقولُ: (وأمّا غيبتهُ صلواتُ اللهِ عليهِ فقَد تواترتِ الأخبارُ بهَا قبلَ ولادتهِ، واستفاضَتْ بدولتهِ قبلَ غَيبتهِ، وهوَ صاحبُ السّيفِ مِن أئمّةِ الهُدى عليهمُ السّلامُ، والمنتظَرُ لدولةِ الإيمانِ). إنتهى [تاجُ المواليدِ: 56].
ومِن أعلامِ أهلِ السّنّةِ ممَّن صرّحَ بغيبتهِ (عليهِ السّلامُ) وبقائهِ حيّاً إلى أن يأذنَ اللهُ بظهورهِ المباركِ العلّامةُ الأوحدُ - كمَا يصفهُ الذّهبيُّ - محمّدٌ بنُ طلحةَ الشّافعيِّ الذي قالَ فِي كتابهِ "مطالبُ السّؤولِ في مناقبِ آلِ الرّسولِ":
((وأمّا عمرهُ: فإنّهُ ولِدَ فِي أيّامِ المُعتمِدِ على اللهِ، خافَ فاختفى وإلى الآنَ، فلم يمكِنْ ذكرُ ذلكَ إذ مَن غابَ وإن انقطعَ خبرهُ لا توجبُ غيبتهُ وانقطاعُ خبرهِ الحكمَ بمقدارِ عمرهِ ولا بانقضاءِ حياتهِ، وقدرةُ اللهِ واسعةٌ وحكمهُ وألطافهُ بعبادهِ عظيمةٌ عامّةً، ولوازمُ عظماءِ العلماءِ أن يدركوا حقائقَ مقدوراتهِ وكنهَ قدرتهِ لَم يجدُوا إلى ذلكَ سبيلاً، ولا نقلَ طرفِ تطلّعهِم إليهِ حسيراً وحده كليلاً، وأملى عليهِم لسانُ عجزهِم عنِ الإحاطةِ بهِ ومَا أوتيتُم منَ العلمِ إلّا قليلاً.
وليسَ ببدَعٍ ولا مُستغرَبٍ تعميرُ بعضِ عبادِ اللهِ المخلصينَ، ولا امتدادُ عمرهِ إلى حينٍ، فقَد مدَّ اللهُ تعالى أعمارَ جمعٍ كثيرٍ مِن خلقهِ مِن أصفيائهِ وأوليائهِ ومِن مطروديهِ وأعدائهِ، فمنَ الأصفياءِ: عيسى (عليهِ السّلامُ)، ومنهُم الخضرُ، وخلقٌ آخرونَ مِنَ الأنبياءِ طالَت أعمارهُم، حتّى جازَ كلُّ واحدٍ منهُم ألفَ سنةٍ أو قاربهَا كنوحٍ (عليهِ السّلامُ) وغيرهُ.
وأمّا مِنَ الأعداءِ المطرودينَ: فإبليسُ، وكذلكَ الدّجّالُ، ومِن غيرهِم كعادٍ الأولى، كانَ فيهِم مَن عمرهُ مَا يقاربُ الألف، وكذلكَ لقمانُ صاحبَ لُبدَ.
وكلُّ هذهِ لبيانِ اتّساعِ القُدرةِ الرّبّانيّةِ فِي تعميرِ بعضِ خلقهِ، فأيُّ مانعٍ يمنعُ مِن امتدادِ عمرِ الصّالحِ الخلَفِ النّاصحِ إلى أن يظهرَ فيعملَ مَا حكمَ اللهُ لهُ بهِ؟)). إنتهى [مطالِبُ السّؤولِ: 489].
وهذا المعنى مِنَ البيانِ الذي صدعَ بهِ العلّامةُ محمّدٌ بنُ طلحةَ الشّافعيّ هُنا هوَ الموافقُ عمليّاً لمَا صرّحَ بهِ علماءُ الأنسابِ - الذين تقدّمَ ذكرهُم - فِي حقِّ الامامِ محمّدٍ بنِ الحسنِ العسكريِّ (عليهِ السّلامُ). فقَد صرّحَ النّسّابةُ العمريُّ المشهورُ مِن أعلامِ القرنِ الخامسِ الهجريّ فِي كتابهِ "المُجدي في أنسابِ الطّالبيّينَ" مَا نصّهُ: ((وماتَ أبو محمّدٍ عليهِ السّلامُ وولدهُ مِن نرجسَ عليهَا السّلامُ معلومٌ عندَ خاصّةِ أصحابهِ وثقاتِ أهلهِ، وسنذكرُ حالَ ولادتهِ والاَخبارَ التي سمعناهَا بذلكَ، وامتُحنَ المؤمنونَ بَل كافّةُ النّاسِ بغَيبتهِ، وشَرِهَ جعفرٌ بنُ عليٍّ إلى مالِ أخيهِ وحالهِ فدفعَ أنْ يكونَ لهُ ولدٌ، وأعانهُ بعضُ الفراعنةِ على قبضِ جوارِي أخيهِ)). إنتهى
وهَا هوَ الفخرُ الرّازي الذي بعدَ أن أثبتَ وجودَ أبناءٍ وبناتٍ للإمامِ الحسنِ العسكريّ ينصُّ على وفاتهِم فِي حياةِ أبيهِم واحداً واحداً ثمَّ يتركُ التّعرّضَ لذكرِ وفاةِ الإمامِ محمّدٍ بنِ الحسنِ بالمرّةِ ولا يشيرُ إلى شيءٍ مِن ذلكَ البتّةَ، قالَ فِي كتابهِ "الشّجرةُ المُباركةُ فِي أنسابِ الطّالبيّةِ" تحتَ عنوانِ: أولادُ الإمامِ العسكريّ عليهِ السّلامُ مَا نصّهُ: ((أمّا الحسنُ العسكريّ الإمامُ عليهِ السّلامُ فلهُ إبنانِ وبنتانِ: أمّا الإبنانِ، فأحدهمَا: صاحبُ الزّمانِ عجّلَ اللهُ فرجهُ الشّريفَ، والثّانِي موسَى درجَ فِي حياةِ أبيهِ. وأمَّا البنتانِ: ففاطمةُ درجَتْ فِي حياةِ أبيهَا، وأمُّ موسَى درجَتْ أيضاً)). إنتهى
وهَا هوَ نسّابةُ المدينةِ الشّريفُ أنسٌ بنُ يعقوبَ الكتبيّ يقولُ فِي كتابهِ "الأصولُ فِي ذريّةِ البضعةِ البتولِ": ((ومنَ الثّابتِ عندَ أهلِ العلمِ مِن متقدّمينَ ومتأخّرينَ إنقطاعُ خبرهِ، وعدمُ معرفةِ قبرهِ ولا مكانهِ ...( إلى أن يقولَ) ومنَ التّحاليلِ السّابقةِ والتي استقصَيناها منَ الكتبِ المعتمَدةِ التي تؤكّدُ لنَا صحّةَ اختفاءِ الإمامِ المهديّ فِي سنٍّ مبكّرٍ وعدمِ ظهورهِ، فلم يكُن لهُ عقبٌ بالإجماعِ، وهذا ما أثبتتهُ كتبُ الأنسابِ والمشجّراتِ المتقدّمةِ المعتمَدةِ، بأنَّ ليسَ لهُ عقبٌ بإجماعِ كبارِ النّسّابينَ، وبذلكَ لم يُعرَفْ مكانهُ ولا ذراريه)). إنتهى
فها هيَ أدلّتنَا على ولادةِ إمامنَا المهديّ (عليهِ السّلامُ) واستمرارِ وجودهِ وغيبتهِ مِن طُرقِ الفريقينِ معاً تشهدُ بالولادةِ والغَيبةِ، فبأيِّ حديثٍ بعدَ هذا التّواترِ يؤمنونَ؟
ودُمتُم سالِمينَ.
اترك تعليق