هَل يُمكنكم بيانُ روايةٍ مُعتبرةِ السّندِ تُفـصِّلُ الهجومَ على دارِ مولانا الإمامِ عليّ (ع) وحرقها، وضربِ مولاتنا فاطمة الزّهراءَ (ع)، وإسقاطِ المُحسن جنينها، فهُنالكَ مَن يطعنُ بالحادثةِ كاملةً؟

: اللجنة العلمية

إليكَ أخي السّائل روايتينِ صحيحتينِ في هذا المقامِ، الأولى من طُرقِ العامّةِ والثّانية مِن طُرقِ الخاصّةِ.

فأمّا الرّوايةُ الأولى: فقد رواها الحافظُ إبنُ أبي شيبةَ في كتابهِ (المُصنّف) رقمُ الحديث (37045) عَن شيخهِ محمّدٍ بنِ بشرٍ، نا عُبيدُ اللهِ بنُ عمر حدّثنا زيدٌ بنُ أسلم عَن أبيه أسلم أنّهُ حينَ بُويعَ لأبي بكرٍ بعدَ رسولِ الله كانَ عليٌّ والزّبيرُ يدخلانِ على فاطمةَ بنتِ رسولِ اللهِ فيشاورونها ويرتجعونَ في أمرهم فلمَّا بلغَ ذلكَ عمرَ بن الخطّابِ خرجَ حتّى دخلَ على فاطمةَ فقالَ: «يا بنتَ رسولِ اللهِ، واللهِ ما مِن أحدٍ أحبُّ إلينا من أبيكِ وما مِن أحدٍ أحبُّ إلينا بعدَ أبيكِ منكِ وأيمُ اللهِ ما ذاكَ بمانعي إنِ اجتمعَ هؤلاءِ النّفرُ عندكِ أنْ أمرتهم أنْ يُحَرّقَ عليهم البيت».

قلتُ: وإسنادُ هذا الحديثِ صحيحٌ رجالهُ كلّهم ثقاتٌ وِفقاً لتراجمهم في كتابِ تهذيبِ التّهذيبِ لابنِ حجرٍ العسقلانيّ وسيرِ أعلامِ النّبلاءِ للذّهبيّ. 

وأمّا الرّوايةُ الثّانية: فقَد رواها الشّيخُ إبن جريرٍ الطّبريّ الشّيعيّ في كتابه (دلائلُ الإمامةِ) لابنِ جرير رقمُ الحديثِ (43) رقمُ الصّفحةِ (134) عَن شيخهِ أبي الحسينِ محمّدٍ بنِ هارونَ بنِ موسى التّلعكبريّ، قالَ:  حدّثني أبي، قال: حدّثني أبو عليٍّ محمّدٍ بنِ همامٍ بنِ سُهيلٍ ( رضيَ اللهُ عنه)، قالَ: روى أحمد بنُ محمّدٍ بنِ البرقيّ ، عَن أحمد بنِ محمّد الأشعريّ القمّيّ ، عن عبد الرّحمن بن أبي نجران، عَن عبدِ الله بن سنان ، عن ابنِ مسكان ، عَن أبي بصير ، عَن أبي عبدِ اللهِ جعفرٍ بنِ محمّدٍ ( عليهِما السّلام )، قالَ : وُلِدت فاطمةُ ( عليها السلام ) في جمادى الآخرةِ ، يوم العشرينِ منه ، سنةَ خمسٍ وأربعينَ مِن مولدِ النّبيّ ( صلّى اللهُ عليه وآله). وأقامَت بمكّةَ ثمان سنينٍ، وبالمدينةِ عشر سنين ، وبعدَ وفاة أبيها خمسةً وسبعينَ يوماً. وقُبضَت في جمادى الآخرة يومَ الثّلاثاء لثلاثٍ خلونَ منه، سنةَ إحدى عشرةَ منَ الهجرةِ. وكانَ سببُ وفاتها أنَّ قُنفذاً مولى عُمر لكزها بنعلِ السّيفِ بأمره، فأسقطَت مُحسناً ومرضَت مِن ذلكَ مرضاً شديداً، ولَم تدع أحداً مِـمّن آذاها يدخلُ عليهَا. وكانَ الرّجلانِ من أصحابِ النّبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) سألا أميرَ المؤمنين أنْ يشفعَ لهُما إليها، فسألها أميرُ المؤمنينَ ( عليه السّلام ) فأجابَت، فلما دخلا عليهَا قالا لها: كيفَ أنتِ يا بنتَ رسولِ اللهِ ؟ قالَت: بخيرٍ بحمدِ اللهِ. ثمَّ قالَت لهُما: ما سمعتُمَا النّبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) يقولُ: فاطمةُ بضعةٌ منّي ، فمَن آذاها فقَد آذاني ، ومَن آذاني فقد آذى الله ؟ قالا : بلى . قالت : فواللهِ ، لقد آذيتُماني. قالَ: فخرجا مِن عندها وهيَ ساخطةٌ عليهما.

قلتُ: ورجالُ هذا السّندِ كلّهم ثقاتٌ أجلّاءٌ كما في فهرستِ النّجاشيّ وفهرستِ الطّوسيّ ورجاله كما يمكنُ مُراجعةُ تراجمِهم في كتابِ معجمِ الرّجال للسّيّدِ الخوئيّ. 

ودمتُم سالِمينَ.