عَن قولِ اللهِ تباركَ وتعالى في القُرآنِ الكريمِ: (إنَّ اللهَ لا يستحيي أن يضربَ مثلاً ما بعوضةً فما فوقَها) سورةُ البقرةِ الآيةُ (26).

أحمَد خليل / المملكةُ الأردنيّةُ الهاشميّةُ السّلامُ عليكُم أسألُكم عَن قولِ اللهِ تباركَ وتعالى في القُرآنِ الكريمِ: (إنَّ اللهَ لا يستحيي أن يضربَ مثلاً ما بعوضةً فما فوقَها) سورةُ البقرةِ الآيةُ (26). أ- لِماذا أطلقَ الرّبُّ كلمةَ (لا يستحيي) على نفسِه أليسَ فيها إساءةٌ؟ ب- ما السّببُ في ضربِ المثلِ بالبعوضةِ وهُنالكَ خلقٌ كثيرٌ غيرُها، والسّرُّ في ذلكَ؟

: اللجنة العلمية

الأخُ أحمدُ خليل السّلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاته

أ ـ منَ الواضحِ أنَّ سببَ الاِستفهامِ ناشئٌ مِن حملِ قولهِ تعالى (لا يستحيي) على معناهُ العُرفيّ وهوَ التّجرّدُ عنِ الاِلتزامِ بالأمورِ الأخلاقيّةِ، بينَما معناها رفعُ الحرجِ، أي أنّهُ تعالى لا يتحرّجُ مِن ذكرِ الحقِّ مهمَا قلَّ أو كثُرَ.

ب ـ وأما سؤالُكم الآخرُ، فجوابُه يتّضحُ بمُلاحظةِ سببِ نزولِ الآيةِ الكريمةِ، فرويَ عَن ابنِ مسعودٍ وابنِ عبّاسٍ أنَّ اللهَ تعالى لمَّا ضربَ هذينِ المَثلينِ للمُنافقينَ وهوَ قوله (كمثلِ الذي اِستوقدَ ناراً). وقولُه (أو كصيّبٍ منَ السّماءِ)، قالَ المُنافقونَ اللهُ أجلُّ مِن (أن يضربَ مثلاً..) إلى آخرِ الآيةِ. التّبيانُ في تفسيرِ القُرآنِ، الشّيخُ الطّوسيّ، ج1، ص108.

ومعناهُ أنَّ الآيةَ الكريمةَ تردُّ دعوى المُنافقينَ، بأنّهُ تعالى لا يضربُ البعوضةَ مَثلاً، فأجابَهُم تعالى: أنّهُ تعالى لا يستحيي مِنَ الحقِّ أن يُذكَرَ مِنهُ شيئٌ قلَّ أو كثُرَ.

ودمتُم سالِمينَ