مواقف الزهراء عليها السلام في نصرة الإسلام

سؤال: هل لمولاتِنا الزهراءِ مواقفُ في الإسلامِ عموماً أم اقتصرت كأمٍ وابنةٍ للرسول صلى الله عليه وآله وأفضلَ نساءِ العالمينَ ؟

: الشيخ مروان خليفات

الجواب :

كانتِ الزهراءُ أعظمَ أمٍ، وأعظمُ زوجةٍ وأعظمُ إبنةٍ، لم تستحقَ لقبَ سيدةِ نساءِ العالمينَ لو لم تكن أعظمَ النساءِ بحقٍ، كانت عليها السلامُ تجيبُ على أسئلةِ النساءِ اللواتي يسأَلنَها، وهذا مسندُها الذي ألفهُ الشيخُ عزيزُ اللهِ العطارديُ قد حفلَ بالكثيرِ من العطاءِ الإسلاميِ الذي تركتهُ الزهراءُ عليها السلامُ للناسِ.

من أعظمِ مواقفِها عليها السلامُ في نصرةِ الإسلامِ هو وقوفُها في وجهُ الإنحرافِ الذي حصلَ بعدَ وفاةِ النبيِ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ، فكانت تسيرُ معَ الإمامِ عليٍ (عليهِ السلامُ) في الليلِ تطلبُ النصرةِ من الأنصارِ، لإرجاعِ الحقِ المغتصبِ، ثم واجهتِ الخليفةَ الأولَ أمامَ الناسِ وحاججتهُ وقطعتهُ، وغلبتهُ حين أخذً فدكا منها وطردَ عامَلَها، ومنعَها من ميراثِ النبيِ صلى اللهُ عليه وآلهِ وسلمَ. ولا زالت خطبتُها العظيمةُ مثبتةٌ في الكتبِ قديمِها وحديثِها، وهي خطبةُ شهيرةٌ قالتها على مسامعِ المهاجرينَ والانصارِ إحتجت فيها على أبي بكرٍ، وتكلمَت فيها عن أصولِ الإسلامِ بما في ذلك الإمامةُ وحقُ زوجها، وعن فسلفةِ الشرائعِ، وحقِها في الميراثِ مستدلةً بالقرآنِ الكريمِ، رافضةً حديثَ الخليفةِ المعارضِ للنصِ القرآنيِ.

إنَّ هذهِ الخطبةَ بما احتوتهُ من معارفَ توحيديةٍ وتشريعيةٍ وتاريخيةٍ تعدُ من أروعِ الوثائقِ التي قيلت بعدَ وفاةِ النبيِ صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلمَ، ولها شروحٌ كثيرةٌ جدا، وقد رواها السنةُ والشيعةُ، فهي كنزٌ معرفيٌ قلَّ نظيرُهُ.

وهذهِ بعضُ مصادرِ خطبتِها :

ـ ابنُ طيفورِ ( ت 280هـ) في بلاغاتِ النساءِ، ص 12 ـ 18

ـ أبو بكرٍ الجوهريُ في كتابِ : السقيفةُ وفدكٌ، وهذا الكتابُ مفقودٌ، لكن نقلَ عنه الخطبةَ أكثرُ من واحدٍ، منهُمُ : ابنُ ابي الحديدِ (ت656هـ) في شرحِ نهجِ البلاغةِ ، والأربلي ( ت 692هـ) في كشفِ الغمةِ في معرفةِ الأئمةِ، ج2 ص 108 ـ 109

ـ ذكرها القاضيُ النعمانُ المغربيُ الإسماعيليُ ( ت 363هـ) في شرحِ الأخبارِ، ج3 ص 34 ـ 40

ـ ذكرَ جزءاً منها الشيخُ الصدوقُ ( ت 389هـ) في عللِ الشرايعِ، ج1 ص 248

ـ الشيخُ الطوسيُ ( ت 460هـ)، أوردَ حوارا بينَ الزهراءِ وعليٍ عليهُما السلامُ، تضمّنَ الإشارةَ لخطبتِها وظلمِ الخليفةِ لها في الأمالي، ص683

ـ روى الطبري الإمامي (من أعلام القرن الخامس الهجري ) خطبةَ الزهراءِ عليها السلامُ بتسعِ أسانيدَ في دلائلِ الإمامةِ، ص 109 ـ 111

ـ الشريفُ المرتضى ( ت 436هـ)، في الشافيِ في الإمامةِ، ج4 ص 78

ـ الشيخ الطبرسي ( من أعلام القرن السادس الهجري) في الاحتجاج، ج1 ص 131

أكتفي بهذهِ المصادرَ بالرغمِ من أنَّ هناكَ مصادرٌ أخرى كثيرةٌ .