((ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد)) هل جاء ذكر النبي صلى الله عليه وآله بهذا الاسم في الانجيل؟ واذا كان كذلك لماذا لا نرى النصارى يسمون اسم احمد؟

: الشيخ معتصم السيد احمد

قالَ تعالى: (وَإِذ قَالَ عِيسَى ابنُ مَريَمَ يَا بَنِي إِسرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَينَ يَدَيَّ مِنَ التَّورَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأتِي مِن بَعدِي اسمُهُ أَحمَدُ ) تؤكّدُ هذهِ الآيةِ بما لا يدعُ مجالاً للشّكِّ أنَّ عيسى (عليه السّلام) قد بشّرَ بنبوّةِ النّبيّ محمّد (صلّى اللهُ عليهِ وآله وسلم) إلّا أنَّ الإنجيلَ الذي بينَ يدي المسيحيّينَ قد وقعَ فيهِ التّحريفُ والتّغييرُ، حيثُ عملوا على طمسِ ما يمكنُ أن يشيرَ إلى رسالةِ الإسلامِ كرسالةٍ خاتمةٍ للكُتبِ السّماويّةِ، ومعَ ذلكَ فإنَّ الإشارةَ إلى النّبيّ مُحمّدٍ موجودةٌ، وهناكَ كتابٌ إختصَّ في تفصيلِ هذا الأمر ِ يمكنُ الرّجوعُ إليهِ وهوَ كتابُ (بشارةُ أحمدَ في الإنجيلِ) لمحمّد الحُسينيّ الرّيس. 

 

ومنَ المعلومِ أنَّ اللّغةَ الأصليّةَ للإنجيلِ هيَ العبرانيّةُ ثمَّ تُرجمَ لليونانيّةَ، وإنَّ كلمةَ أحمد ومُحمّد تعني موضعَ الثّناءِ والحمدِ وهيَ تُترجمُ في اللّغةِ اليونانيّةِ دائماً بكلمةِ (بيريكليتوس) وقَد تُرجمَت بالإنجليزيّةِ في النّسخةِ الإنجيليّةِ بـ(باراكليتوس) والتي تعني الشّفيعَ أو المُدافعَ أو المُعزّي، وهذا تحريفٌ في القراءةِ للكلمةِ الأصليّةِ بيركليتوس، وهكذا سارَت الأناجيلُ على هذهِ التّرجمةِ، يقولُ العلّامةُ البلاغيُّ في كتابِه الرّحلةُ المدرسيّةِ: الكلمةُ في الأصلِ اليونانيّ {بير كلو طوس} الذي تعريبُه {فيرقلوط} بمعنى {كثيرِ المحمدةِ} الموافقِ لإسمِ {أحمد} و {محّمد}.لكنّهُم صحّحوهُ ـ حسبَ زعمِهم ـ إلى {بيراكلي طوس} و يعبّرونَ عنهُ بـ{فارقليط} كما عنِ التّراجمِ المطبوعةِ بلندن سنةَ (1821 و1831 و 1841 م) و مطبوعةِ وليم بلندن (1857م) على النّسخةِ الرّوميّةِ المطبوعةِ سنةَ (1664م) والتّرجمةُ العبريّةُ المطبوعةُ سنةَ (1901م).لكِن أبدلَهُ بعضُ المُترجمينَ إلى لفظةِ {المُعزّى} أو {المُسلّى} وشاعَ ذلك.