الجمعُ بينَ آيتينِ في النزولِ الجمعي والتدريجيّ للقرآن  

788 - كيفَ نجمعُ بينَ قوله تعالى (إنّا أنزلناهُ في ليلةٍ مُباركة) الظاهر في أنَّ القرآنَ الكريمَ نزلَ في ليلةٍ واحدة، وبينَ قولِه تعالى (وقرآناً نزلناهُ لتقرأهُ على الناسِ على مكثٍ ونزّلناهُ تنزيلاً)، الظاهرِ بأنَّ نزولَ القرآنِ كانَ تدريجيّاً، وهذا ما تُثبتُه الوقائعُ التاريخيّة حيثُ كانَ ينزلُ نجوماً بحسبِ أحداثٍ وأشخاصٍ مُتعدّدينَ عُرفت هذهِ الظاهرةَ لاحقاً، بأسبابِ النزول؟  

: سيد حسن العلوي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :  

هناكَ أقوالٌ في نزولِ القرآن، وبناءً عليها يختلفُ كيفيّةُ الجمعِ بينَ الآيتين:  

القولُ الأوّل: القرآنُ نزلَ مرّتين، مرّةً نزلَ دفعةً واحدةً، وأخرى نزلَ تدريجاً حسبَ الوقائعِ التاريخيّة.  

وبناءً على هذا القولِ يكونُ الجمعُ بينَ الآيتينِ هكذا: أَنّ الآيةَ الأولى إشارةٌ إلى نزولِه الدّفعي، فقد نزلَ دفعةً واحدةً في ليلةِ القدرِ على قلبِ رسولِ اللهِ (ص)، والآيةُ الثانيةُ إشارةٌ إلى نزولِه التدريجي.  

  

القولُ الثاني: أنّهُ نزلَ مرّةً واحدة، نزولاً تدريجيّاً، والآيةُ الأولى إشارةٌ إلى ابتداءِ نزولِه، والثانيةُ إلى تدريجيّتِه، وهذا القولُ يذهبُ إلى أنّ قولَه تعالى: {إنّا أنزلناه} يعني القرآنَ لا يرادُ منهُ جميعُ القرآن، فكما أنَّ لفظةَ القرآنِ يُطلقُ على جميعِه، كذلكَ يُطلقُ على بعضِه أيضاً.  

  

القولُ الثالث: أنّهُ نزلَ دفعةً واحدةً منَ اللوحِ إلى السّماءِ الرّابعة، ثمَّ نزلَ بشكلٍ تدريجيٍّ منَ السّماءِ الرّابعةِ على النبيّ (ص).  

والآيةُ الأولى إشارةٌ إلى نزولِه الدّفعي منَ اللوحِ إلى السّماءِ الرّابعة، والآيةُ الثانيةُ إشارةٌ إلى نزولِه التدريجيّ منَ السّماءِ الرابعةِ على النبيّ (ص).  

  

والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.