في دعاء أهل الثغور هل كان الامام السجاد (ع) يدعو لجيش الدولة الاموية ؟

الامام زين العابدين عليه السلام لديه دعاء معروف وهو دعاء أهل الثغور هل ان الامام عليه السلام كان يدعي للجيش المنظوي تحت السلطة والدولة الاموية

:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : لا شكَّ أنَّ وظيفةَ الإمامِ عليهِ السلام، هيَ المحافظةُ على مصلحةِ الإسلامِ العُليا، وسيرِ الأمّةِ الإسلاميّةِ ككُل، وسلامتِها الفكريّةِ والعقائديّة، هذا هوَ الهدفُ الأسمى الذي يبذلُ الإمامُ مِن أجلِه كلَّ شيء، حتّى وإن اقتضى ذلكَ حياتَه، وهذا ما نراهُ جليّاً في كلماتِ الإمامِ الحُسين عليهِ السلام المشهورِ (إنّي لم أخرُج بطِراً ولا أشِراً ... ولكنّي خرجتُ لطلبِ الإصلاحِ في أمّةِ جدّي).  ومِن هذا القبيلِ ما نقرأه مِن دعاءِ أهلِ الثغورِ المنسوبِ للإمامِ زينِ العابدين عليهِ السلام الذي كانَ يدعو به لنُصرةِ جيوشِ المُسلمينَ حينَما كانَت تواجهُ الخطرَ الصليبيَّ الذي يُهدّدُ أصلَ الإسلامِ وبيضتَه. فالإمامُ يحرصُ كلَّ الحرصِ على بقاءِ عزِّ الإسلامِ وصورتِه ولو بحسبِ الظاهر، ويصرفُ نظرَه الشريفَ عن مشاكلِه ومعاناتِه الشخصيّةِ مِن حُكّامِ زمانِه. فهمُّه الأوحدُ هوَ وجودُ وعزّةُ الإسلام. قالَ الشيخُ المُظفّر رحمَه الله: (وينجلي لنا حرصُ آلِ البيتِ عليهم السلام على بقاءِ عزِّ الإسلام ـ وإن كانَ ذو السلطةِ مِن ألدِّ أعدائِهم ـ في موقفِ الإمامِ زينِ العابدين عليهِ السلام مِن ملوكِ بني أُميّة، وهوَ الموتورُ لهم، والمُنتهكةُ في عهدِهم حُرمتُه وحرمُه، والمحزونُ على ما صنعوا معَ أبيه وأهلِ بيتِه في واقعةِ كربلاء، فإنّه ـ معَ كلِّ ذلك ـ كانَ يدعو في سرِّه لجيوشِ المُسلمينَ بالنصر، وللإسلامِ بالعزِّ، وللمُسلمينَ بالدعةِ والسلامة).          (عقائدُ الإماميّة ص 149)