سعيد الشامي/: تقولون: إن قوله تعالى: (سأل سائل بعذاب واقع) نزلت في من أنكر ولاية عليّ . ونجيبكم بأن هذه القصة المكذوبة ذكرها الثعلبي في تفسيره، ومنها نقلها بقية المفسرين .
رواية نزول هذه الآية قال الجرجاني: الآية: (هي طائفة من القرآن يتصل بعضها ببعض إلى انقطاعها، طويلة كانت أو قصيرة)(1).
وقال ابن منظور: الآية: (سميت الآية آية لأنها جماعة من حروف القرآن))(2).
إن الآية هي: (طائفة حروف من القرآن علم بالتوقيف انقطاع معناها عن الكلام الذي بعدها في أول القرآن، وعن الكلام الذي قبلها في آخره، وعن الذي قبلها والذي بعدها في غيرها)(3).
المزيدبحق من أنكر ولاية علي (عليه السلام) لم يكن أول رواتها الثعلبي، بل رواها قبله من مفسري أهل السنة: الحافظ الهروي المتوفى بمكة سنة 223 هجري، رواها في تفسيره (غريب القرآن)، وكذلك رواها أبو بكر النقاش الموصلي البغدادي المتوفى 351 هجري في تفسيره (شفاء الصدور)، وقد ذكر الشيخ الأميني (رحمه الله) في كتابه (الغدير) ج1ص 460 , فما بعدها ما يقرب من ثلاثين مفسراً ومحدثاً وعالماً من أهل السنة السنة لغة:
السنة هي: الطريقة , مرضية كانت أو غير مرضية , و العادة(1).
السنة : السيرة و الطريقة , و الجمع سنن(2).
السنة : الطريقة , و السنة السيرة حميدة كانت أو ذميمة , و الجمع سنن(3).
السنة : السيرة , حسنة كانت أو قبيحة(4).
السنة : الطريقة و السيرة , حميدة كانت أو ذميمة(5).
يقول أبن فارس : و السنة : مفرد سنن , و سنة الوجه طريقته , و سنة النبي ( ص ) طريقته التي كان يتحراها(6).
أما سنة الله تعالى في تطلق على ( حكمته ) نحو قوله تعالى : ( سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا )(7).
و السنة في المجمع و في الصناعة : هي طريقة النبي ( ص ) قولاً و فعلاً و تقريراً , أصالة أو نيابة(8).
المزيدقد ذكروا هذه الواقعة، فننصح الأخ السائل أن يراجع المصدر المذكور، ويقف على مناقشة الشيخ الأميني لابن تيمية في رده لسبب النزول هذا، ودحضه لافتراءاته.