هَلْ يَصِحُّ التَّعَبُّدُ بِمَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ؟!!
حَيْدَرٌ خَلِيلٌ الكوردي: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ. هَلْ التَّعَبُّدُ بِمَذْهَبِ أَهْلِ السُّنَّةِ يُؤَدِّي بِصَاحِبِهِ إِلَى النَّارِ؟
الأَخُ حَيْدَرٌ المُحْتَرَمُ.. السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.
لَا يُوجَدُ دَلِيلٌ صَحِيحٌ وَاحِدٌ يُمْكِنُ الرُّكُونُ إِلَيْهِ فِي صِحَّةِ التَّعَبُّدِ بِالمَذَاهِبِ السُّنِّيَّةِ، خِلَافَ التَّعَبُّدِ بِمَذْهَبِ أَهْلِ البَيْتِ (عَلَيْهِمُ السَّلَامُ)، فَقَدْ جَاءَتِ الأَدِلَّةُ مُتَظَافِرَةٌ وَمُتَوَاتِرَةٌ فِي صِحَّةِ التَّعَبُّدِ بِهِ عِنْدَ الفِرَقِ الإِسْلَامِيَّةِ جَمِيعِهَا، فَقَدْ ثَبَتَ عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) أَنَّهُ قَالَ: {إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ خَلِيفَتَيْنِ: كِتَابَ اللهِ، حَبْلٌ مَمْدُودٌ مَا بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي، وَإِنَّهُمَا لَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ} [صَحِيحُ الجَامِعِ الصَّغِيرِ لِلأَلْبَانِيِّ 1: 482].
وَقَالَ (ص): {إنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي، أَحَدُهُمَا أَعْظَمُ مِنْ الآخَرِ: كِتَابَ اللهِ، حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ، وَعِتْرَتِي أَهْلَ بَيْتِي وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ، فَانْظُرُوا كَيْفَ تَخْلُفُونَنِي فِيهِمَا} [مُخْتَصَرُ صَحِيحِ الجَامِعِ الصَّغِيرِ للسُّيُوطِيِّ وَالأَلْبَانِيِّ، رَقْمُ الحَدِيثِ 1726-2458].
قَالَ ابْنُ حَجَرٍ الهَيْتَمِيُّ فِي "الصَّوَاعِقِ المُحْرِقَةِ": (ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ لِحَدِيثِ التَّمَسُّكِ بِذَلِكَ طُرُقًا كَثِيرَةً وَرَدَتْ عَنْ نَيِّفٍ وَعِشْرِينَ صَحَابِيًّا... وَفِي بَعْضِ تِلْكَ الطُّرُقِ أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ بِحَجَّةِ الوَدَاعِ بِعَرَفَةَ، وَفِي أُخْرَى أَنَّهُ قَالَ ذَلِكَ بِغَدِيرِ خُمٍّ، وَفِي أُخْرَى أَنَّهُ قَالَ لَمَّا قَامَ خَطِيبًا بَعْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ الطَّائِفِ، وَلَا تَنَافِيَ; إِذْ لَا مَانِعَ أَنَّهُ كَرَّرَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ فِي تِلْكَ المَوَاطِنِ وَغَيْرِهَا اهْتِمَامًا بِشَأْنِ الكِتَابِ العَزِيزِ وَالعِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ) [الصَّوَاعِقُ المُحْرِقَةُ 2: 440].
وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.
اترك تعليق