ارجوا بيان الحقيقة التاريخية لمرضعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حليمة السعدية وبحسب الاخبار انها اسلمت في السنة التاسعة للهجرة .
بالنّسبةِ لإرضاعِ حليمةَ للنّبيّ الأعظمِ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه) فهوَ ثابتٌ لا ريبَ فيهِ وعليهِ إتّفاقُ الفريقينِ : ولِنقتصر على أعلامِ الشّيعةِ : 1 ـ الشّيخُ الكُلينيّ (رضوانُ اللهِ عليه): عَن عمّارٍ بنِ حيّانٍ قالَ خبّرتُ أبا عبدِ اللهِ عليه ِالسّلام ببرِّ إسماعيلَ إبني بي فقالَ لقَد كنتُ أحبُّه وقَد إزددتُ لهُ حُبّاً، إنَّ رسولَ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه أتتهُ أختٌ لهُ منَ الرّضاعةِ فلمّا نظرَ إليها سُرَّ بها وبسطَ مَلحفتَهُ لهَا فأجلسَها عليها ثُمَّ أقبلَ يُحدّثُها ويضحكُ في وجهِها ثُمَّ قامَت فذهبَت وجاءَ أخوها فلَم يصنَع بهِ ما صنعَ بها فقيلَ لهُ يا رسولَ اللهِ صنعتَ بأُختِه ما لَم تصنَع بهِ وهوَ رجلٌ فقالَ لأنّها كانَت أبرَّ بوالديها منهُ. الكافي 2 / 161 قالَ العلّامةُ المجلسيّ : إيضاح: أختُه وأخوهُ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه منَ الرّضاعةِ هُما ولدا حليمةَ السّعديّةِ .بحارُ الأنوار ج : 71 ص : 55. 2 ـ الشّيخُ أبو الفتحِ الكراجكيّ تلميذُ الشّيخِ المُفيدِ (قدّسَ اللهُ نفسيهما) وشرّفَ اللهُ تعالى حليمةَ بنتَ أبي ذُؤيبٍ السّعديّة برضاعته وخصّها بتربيتِه وكانَت ذاتَ عقلٍ وفضلٍ فروَت مِن آياتِه ما يُبهرُ عقولَ السّامعينَ وأغناها اللهُ ببركتِه في الدُّنيا والدّينِ وكانَ لا يرضعُ إلّا مِن ثديها اليمينِ قالَ ابنُ عبّاسٍ رضيَ اللهُ عنهُ أُلهمَ العدلَ حتّى في رضاعِه لأنّهُ علمَ أنَّ لهُ شريكاً فناصفَهُ عدلاً منهُ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه). كنزُ الفوائدِ 1 / 167 3 ـ الشّيخُ ابنُ شهرِ آشوب (رضيَ اللهُ عنه) أنّهُ أرضعَتهُ ثُويبةُ مولاةُ أبي لهبٍ بلبنِ اِبنِها مسروحٍ أيّاماً فتُوفّيَت مُسلمةً سنةَ سبعٍ منَ الهجرةِ وماتَ اِبنُها قبلَها ثُمَّ أرضعَتهُ حليمةُ السّعديّةُ فلبِثَت فيهِم خمسَ سنينٍ وكانَت أرضعَت قبلَهُ الحمزةَ وبعدَهُ أبا سلمة. مناقبُ آلِ أبي طالب 1 / 176 4 ـ الشّيخُ رضيُّ الدّينِ بنُ المُطهّرِ: قالَت حليمةُ ما نظرتُ في وجهِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وهوَ نائمٌ إلّا ورأيتُ عينيهِ مَفتوحتينَ كأنّهُ يضحكُ وكانَ لا يُصيبُه حرٌّ ولا بردٌ. قالَت حليمةُ السّعديّةُ ما تمنّيتُ شيئاً قطُّ في منزلي إلّا أُعطيتُه مِنَ الغدِ. و لقَد أخذَ ذئبٌ عنيزةً لي فتداخلنِي مِن ذلكَ حُزنٌ شديدٌ فرأيتُ النّبيَّ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه رافِعاً رأسَهُ إلى السّماءِ فما شعرتُ إلّا والذّئبُ والعنيزةُ على ظهرِه قَد ردّها عليَّ ما عقرَ مِنها شيئاً. قالَت حليمةُ ما أخرَجتُه قطُّ في شمسٍ إلّا وسحابةٌ تُظلّه ولا في مطرٍ إلّا وسحابةٌ تُكنُّه منَ المطرِ. قالَت حليمةُ فما زالَ مِن خيمتِي نورٌ ممدودٌ بينَ السّماءِ والأرضِ ولقَد كانَ النّاسُ يُصيبُهم الحرُّ والبردُ فما أصابَني حرٌّ ولا بردٌ منذُ كانَ عندِي ولقَد همَمتُ يوماً أن أغسلَ رأسَه فجئتُه وقَد غسلَ رأسَه ودهنَ وطيّبَ وما غسلتُ لهُ ثوباً قَط وكُلّما هممتُ بغسلِ ثوبِه سبقتُ إليهِ فوجدتُ عليهِ ثوباً غيرَه جديداً. قالَت ما كنتُ أخرجُ لمُحمّدٍ صلّى اللهُ عليه وآله ثدييَّ إلّا وسمعتُ لهُ نغمةً ولا شربَ قطُّ إلّا وسمعتُه ينطقُ بشيءٍ فتعجّبتُ منهُ حتّى إذا نطقَ وعقدَ كانَ يقولُ بسمِ اللهِ ربِّ مُحمّدٍ إذا أكلَ وفي آخرِ ما يفرغُ مِن أكلِه وشُربِه يقولُ الحمدُ للهِ ربِّ مُحمّد. العُددُ القويّةُ ص : 123 5 ـ العلّامةُ المجلسيُّ : وأرضعَتُه حتُّى شبَّ حليمةُ بنتُ عبدِ اللهِ بنِ الحارثِ بنِ شجنةَ السّعديّةِ مِن بني سعدٍ بنِ بكرٍ بنِ هوازنَ وكانَت ثُويبةُ مولاةُ أبي لهبٍ بنِ عبدِ المُطّلبِ أرضعَتهُ أيضاً بلبنِ اِبنِها مسروحٍ وذلكَ قبلَ أن تقدُمَ حليمةُ. بحارُ الأنوار ج : 15 ص : 281 وأمّا تخرُّصاتُ البعضِ بردِّ هذهِ الحقيقةِ بدعوى عدمِ إمكانيّةِ إرضاعِ النّبيّ (صلّى اللهُ عليهِ وآلِه) مِن ثدي كافرةٍ والكافرُ نجسٌ، فهوَ مردودٌ لأنَّ أحكامَ الطّهارةِ والنّجاسةِ أحكامٌ إعتباريّةٌ أُقرَّت بعدَ عقودٍ طويلةٍ مِن حادثةِ إرضاعِ النّبي (صلّى اللهُ عليهِ وآله).
اترك تعليق