النَّاسِخُ وَالمَنسُوخُ فِي الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ وَرُوَايَاتِ أَهْلِ البَيتِ ﴿ع﴾.

كُمَيلُ بَاقِرِي/ إِيرَانُ/: هَلْ يُوجَدُ نَاسِخٌ وَمَنسُوخٌ فِي الأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ الشَّرِيفَةِ وُرُوَايَاتِ أَهْلِ البَيت ﴿ع﴾ ؟

: اللجنة العلمية

الأَخُ كُمَيلُ المُحْتَرَمُ:

السَّلامُ عَلَيكُم وَرَحمَةُ ٱللهِ وَبَرَكَاتُهُ:

إِنَّ النَّسخَ لُغَةٌ: هُوَ الإِزَالُةُ والنَّقْلُ، يُقَالُ: نَسَختُ الكِتَابَ أَيْ نَقَلتُهُ، وٱنتَسَخَتِ الشَّمسُ الظِّلَّ أَيْ أَزَالَتْهُ، وَأَمَّا المَعنَى الإِصطِلَاحِيُّ لِلنَّاسِخِ وَالمَنسُوخِ، فَهُوَ كَمَا يَلِي: النَّاسِخُ مِنَ الحَدِيثِ: هُوَ مَا دَلَّ عَلَى رَفعِ حُكمٍ شَرعِيٍّ سَابِقٍ، وَأَمَّا المَنسُوخُ مِنَ الحَدِيثِ: فُهُوَ مَا رُفِعَ حُكمُهُ الشَّرعِيّ بِدَلِيلٍ شَرعِيٍّ يَتَأَخَّرُ عَنْهُ. (يُنظَرُ: كِتَابُ الرِّعَايَةِ لِلشَّهِيدِ الثَّانِي: ص127). وَأَمَّا الحِكمًةُ مِنَ النَّسخِ: فَقَدْ بَيَّنَ العُلَمَاءُ أَنَّ النَّسخً قَدْ يَحصَلُ؛ لِأَنَّ الحُكمَ المَنسُوخَ كَانَ ذَا مَصلَحَةٍ ثُمَّ زَالَت عَنْهُ فِي الزَّمَانِ الثَّانِي, فَنُسِخَ أَو كَانَ يَنطَبِقُ عَلَى الحُكْمِ المَنسُوخِ عُنوانٌ حَسَنٌ, ثُمَّ زَالَ عَنْهُ هَذَا العُنوَانُ، فَنُسِخَ. (يُنظَرُ: أُصُولُ الفِقهِ لِلشَّيخِ المُظَفَّرِ (ج3/ص54). وَأَمَّا دَائِرَةُ النَّسخِ فَقَدْ بَيَّنَ العُلَمَاءُ أَنَّ النَّسخَ يَختَصُّ بَعْدَ القُرآنِ بِالأَحَادِيثِ النَّبَوِيَّةِ، وَأَمَّا أَحَادِيثُ الأَئِمَّةِ ﴿ع﴾ فَلَا نَسخَ فِيهَا، وَذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ لَيسَ هُنَاكَ نَسخٌ بَعْدَ النَّبِيِّ (ص). نَعَمْ، يُمكِنُ أَنْ تَكُونَ أَخْبَارُ الأَئِمَّةِ ﴿ع﴾ وَارِدَةً فِي مَقَامِ كَشفِ النَّسخِ الوَارِدِ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ (ص). (يُنظَرُ: كِتَابُ مِقبَاسِ الهِدَايَةِ فِي عِلمِ الدِّرَايَةِ لِلشَّيخِ المَامَقَانِيّ (ج1/ص375). وَأَمَّا الآرَاءُ فِي النَّسخِ، فَقَدْ ٱتّفَقَ العُلَمَاءُ عَلَى:

1 - إِمكَانِيَّةِ نَسخِ القُرآنِ بِالقُرآنِ.

2- إِمكَانِيَّةِ نَسخِ القُرآنِ بِالسُّنَّةِ القَطعِيَّةِ. 

3- إِمكَانِيَّةِ نَسخِ السُّنَّةِ بِالسُّنَّةِ، وَقَدْ ٱختَلَفُوا فِي جَوَازِ نَسخِ القُرآنِ بَخَبَرِ الوَاحِدِ، وَالمَشهُورُ بَينَ أَهْلِ العِلمِ عَدَمُ جَوَازِ نَسخِ القُرآنِ بِخَبَرِ الوَاحِدِ. وَأَمَّا طُرُقُ مَعرِفَةِ النَّسخِ، فَأَهَمُّهَا طَرِيقَانِ:

الأَوَّلُ: النَّصُّ مِنَ النَّبِيِّ (ص)، كَقًولِهِ (ص): كُنتُ قَدْ نَهَيتُكُم عَنْ زِيَارَةِ القُبُورِ، فَزُورُوهَا. 

الثَّانِي: النَّصُّ مِنَ الصَّحَابِيُّ، كَقَولِ الصَّحَابِيِّ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ ٱللهِ الأَنصَارِيّ كَانَ آخِرِ الأمِرِينً مِنْ رَسُولِ ٱللهِ (ص)، تَركَ الوُضُوءِ مِمَّا مَسَّتِ النَّارُ.

 وَدُمْتُمْ سَالِمِينَ.