مَا وَجْهُ التَّحدّي فِي الْإِتْيَانِ بِمِثْلِ الْقُرْآنِ لِغَيْرِ الْعَرَبِيِّ؟!!

حُسين عَبْدُ الرِّضَا: سَلامٌ عَلَيْكُمْ، مَاهُوَ وَجْهُ التَّحدي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى ( قُلْ لَئِنِ اِجْتَمَعَتِ الإنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أنْ يَأتوا بِمِثْلِ هَذَا الْقِرَانِ لَا يَأتونَ بِمِثْلِهِ وَلو كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهيرًا) إنْ قُلْتَ بِفَصَاحَتِهِ وَبَلَاغَتِهِ، قُلْتُ فَهَذَا مُتَعَذِّرٌ عَلَى مَنْ لايَنطقونَ الْعَرَبِيَّةَ، فَتَحَدِّيهِمْ حَاشَى للهِ يَكُونُ لَغْوَاً

: اللجنة العلمية

الأَخُ حُسَينٌ الْمُحْتَرَمُ السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

جِهَةُ التَّحدّي فِي الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ هِيَ الْإِتْيَانُ بِمِثْلِ بَلَاغَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَالْبَلَاغَةُ فَنٌّ صَعْبٌ جِدًّا لَا يُجِيدُهُ كُلُّ أحَدٍ، وَلَهُ ضَوَابِطُهُ وَأُسُسُهُ، وَبِالْنِّسْبَةِ لِغَيْرِ الْعَرَبِيِّ، فَلَهُ أَنْ يُذِعْنَ بِهَذَا الْإِعْجَازِ لَوْ شَاهَدَ أهْلَ الْاِخْتِصَاصِ أَنَفُسَهُمْ( وَهُمُ الْعَرَبُ الأقحاحُ) لَا يَسْتَطِيعُونَ مُجَارَاتِهِ فَيَعرِفُ أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مُعْجِزٌ بِبَلَاغَتِهِ حِينَ عَجَزَ أهْلُ الْاِخْتِصَاصِ أَنَفُسُهُمْ وَهُمْ بُلَغَاءُ الْعَرَبِ عَنِ الْإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ، وَهَذَا أَمْرٌ مَعْمُولٌ بِهِ عِنْدَ الْعُقَلَاءِ فِي كُلِّ زَمَانِ وَمَكَانٍ، إِذْ تَرَاهُمْ يُذعِنُونَ بِبَرَاعَةِ شَخْصٍ مَا فِي اِخْتِصَاصِهِ إِذَا شَهَدَ لَهُ أهْلُ الْاِخْتِصَاصِ بِذَلِكَ، حَتَّى لَوْ كَانَ مِنْ غَيْرِ جِنْسِيَّتِهِمْ وَلَا يَتَكَلَّمُ بِلُغَتِهِمْ، فَشَهَادَةُ أهْلِ الْاِخْتِصَاصِ فِي أَيِّ فَنٍّ هِي حُجَّةٌ وَيَأْخُذُ بِهَا الْعُقَلَاءُ فِي كُلِّ أَصْقَاعِ الْأرْضِ وأَزمانِهم.

وَدُمْتُم سَالِمِينَ.